الاستثمار الثقافي دون دعم الوصاية مغامرة، عزة بوقاعدة:

المقهى النسائي «نون» تجربة وضيوفنا صمّام أمان

نورالدين لعراجي

أكدت الكاتبة عزة بوقاعدة، أن تجربة المقهى الثقافي النسائي لاقت استحسان الكثير لولا اعتراض مديرية التجارة بولاية ميلة على التسمية، بالإضافة إلى تركيبة المجتمع المحافظ فمجرد التفكير في جلوس سيدة داخل مقهى أدبي أو الاستماع إلى أمسية نسوية، أو قراءة كتاب يعتبر جديدا وغير مألوف.

قالت صاحبة المقهى الأدبي عزيزة بوقاعدة في تصريح لـ»الشعب»، إن الاستثمار في الثقافة بدون دعم من أي جهة يعتبر مغامرة في حدّ ذاته خاصة اذا انطلق المشروع من نقطة الصفر بعيدا عن الجهة الوصية أو أية جهة كانت، انطلاقا من فكرة أنه يمكن للثقافة الانتشار، إذا رافقتها التجارة كشريك».
اعتبرت صاحبة المقهى الأدبي «نون» أن نجاح التجربة في مجتمع محافظ له خصوصياته مرتبط بالزبائن أو الوافدات إلى هذا المتنفس الثقافي، حيث يجدن فيه راحتهن ومتعة الحديث مع كاتبات لم يتسن لهن لقائهن، لاعتبارات عديدة منها تواجدهن في ولايات بعيدة والتنقل إلى الملتقيات أو المناسبات الثقافية غير متاح لهن، وبالتالي سيكون هذا الفضاء متنفسا إبداعيا يمارسن فيه حقهن الأدبي من خلال النشاطات التي تقام بين أجنحته.
أوضحت بوقاعدة أنه قبل أسبوعين من الآن وبعد عامين من التحضير كان الغرض من المقهى واضحا  لأنه عبارة عن مكتبة تُملأ جدرانها وسقفها، ومحيطها الخارجي بالكتب المتنوعة واللوحات الفنية والمعالم الأثرية التي تستفيد منها الطالبة عن طريق المطالعة أو الحضور خاصة المرآة المهووسة بالقراءة.  
في هذا الصدد، تقول بوقاعدة «أعمل مستقبلا على اقتناء اللوحات الفنية لفنانات وفنانين جزائريين، ومختلف الأعمال الحرفية للمرأة المبدعة التي تحقّق الثنائية الصعبة «الثقافة والتجارة»، ففي مقهى نون جانب خدماتي متمثل في تقديم مشروبات ساخنة وباردة، وتعمل على تطويرها وتحسين خدماتها مستقبلا بالرغم من أنه مكان خاص بالمرأة، وكم هو صعب في مجتمعنا هذا الانحياز بتخصيص مكان لها، وافتتاحه على أرض الواقع.
حاولت بوقاعدة تجنب كلمة «مقهى» بكل وسيلة ممكنة لأنها تعرف ما تعنيه في مجتمع أدمن على تخصيصها للثرثرة، والسب والشتم أثناء مشاهدة  المباريات، ولعب الديمينو، وربما الجلوس على رصيفها وممارسة فعل المراقبة بإتقان، وهو الأمر الذي صادفها أثناء إيداع الملف لدى مصالح السجل التجاري، حيث تفاجأت برفضهم للاسم لأن التسمية خارج الاقتراحات الموجودة لديهم، فلا وجود لكلمة صالون ثقافي، ولا منتدى ثقافي ولا نادي ثقافي، الأمر الذي أجبرها على قبول تسميته تحت «المقهى» مكرهة، لأنها تعلم ماذا ينتظرها بعد هذه التسمية.
للتذكير، تبقى أحلام القاصة عزة بوقاعدة ممتدة مع المقهى إلى أن تصبح مؤسسة ثقافية مساعدة ومرافقة لكل امرأة سواء كانت مثقفة، مبدعة، حرفية  ناجحة، فاشلة ومن جهة أخرى لكي تثبت أن الاستثمار في الثقافة قد يكون مصدر رزق للكثيرات فهي تعشق الكتب والقراءة وتريد مشاركة صديقاتها هذا الهوس، خاصة أن شريكتها في المقهى ملمة بالحرف والفن التشكيلي والبستنة والزراعة وعالم الطبيعة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024