انتعشت عنابة فنيا خلال هذا الشهر الفضيل، حيث احتضنت مختلف فضاءات هذه المدينة نشاطات فنية وثقافية متنوعة، شهدها كل من المسرح الجهوي عز الدين مجوبي ودار الثقافة والفنون، أين برمج القائمون عليها سهرات متنوعة لإحياء ليالي رمضان، ولاستمالة من جديد عشاق الأدب والفنون، بعد غيابهم عن هذه المناسبات ما يقارب السنة بسبب وباء كورونا.
عادت الحياة من جديد إلى أغلب الفضاءات الثقافية بعنابة، فهي اليوم قبلة الكثيرين من أبناء بونة بعد الإفطار أو صلاة التراويح للاستمتاع بالطرب والعروض المسرحية والسينمائية، إقبال كبير على هذه الأماكن لفئات من مختلف الأعمار والأجناس، أبوا إلا أن تكون سهراتهم الرمضانية مع الفن الرابع والسابع، وعلى وقع الفن الأصيل، على غرار الأغنية الشعبية، الأندلسي، المالوف والحوزي والتي يحييها نخبة من الفنانين من مختلف جهات الوطن.
فمسرح مجوبي كان في الموعد; خلال هذا الشهر الفضيل، من خلال شعار «نفحات روحانية ومقامات فنية في رحاب رمضان»، ليحتضن شهر التراث العالمي تحت إشراف مديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة، كما تم توزيع جوائز مسابقة «احكي لي حجاية» التي نظمها المسرح في فترة الحجر المنزلي، ونظم أيضا سهرة تراثية من نوع العيساوة مع «منصف بن وهيبة»، و»أيام مسرح عنابة للفكاهة» الذي عرف إقبالا كبيرا للعائلات العنابية التي تجاوبت مع مختلف العروض، وقد كانت بدايتها مع مسرحية «النصف الآخر» للجمعية الثقافية للمسرح «المثلث الواقي» لولاية قالمة، لتقدم بعدها الممثلة الفكاهية والمنشطة «مفيدة عداس»وان مان شو بعنوان «النية».
كما كان ابن مدينة عنابة الممثل الفكاهي «بيبو» في الموعد، لتتواصل العروض مع مسرحية «تيك تاك بوم» للتعاونية الثقافية «الماسيل للفنون والآداب» من قسنطينة، ومسرحية «أولاد العم» لجمعية «آفاق لتطوير الحركة الثقافية للشباب» من عنابة، «مجانين واختصاصين» للمسرح الجهوي أم البواقي، «جات لرياح» لجمعية الشهاب للفنون الدرامية لولاية عنابة، كما تابع الجمهور العنابي سهرة تراثية من نوع الفقيرات مع زهور العنابية.
مديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة وبالتنسيق مع المسرح الجهوي، عز الدين مجوبي، أمتعت رواد «مجوبي»، بسهرة موسيقية كلاسيكية للمعهد الجهوي لتكوين الموسيقى، ولم يفوّت المسرح الجهوي فرصة استذكار مجازر 8 ماي 1945.
وتابع العنابيون سهرة تراثية تضمّنت مدائح دينية لجمعية الأصيل والثقافة والفنون لولاية سوق أهراس، من تنظيم مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية عنابة، كما تم توزيع جوائز مسابقة «أسبوع النبي» المنظمة من طرف المسرح الجهوي، والتي تضمّنت مسابقة أحسن فيديو للتعريف بخلق من أخلاق الرّسول عليه الصّلاة والسلام، وتقديم مبلغ رمزي يقدر بـ15 ألف دينار، والذي كان من نصيب «محمد تقي كودري»، لتعود الجائزة الثانية والمقدرة بـ 10 ألاف دينار لعبد الرحمن مرايح.
أما الجائزة الأولى لمسابقة أحسن قراءة لثلاثة أبيات من قصيدة البردة، فكانت من نصيب سارة رزان بوربيع، في حين عادت الجائزة الثانية لمريم بوربيع، والجائزة الثالثة لإنصاف سهى عبد النوري، إلى جانب ذلك عرفت، سهرة أمس الأحد، عرض «وان مان شو» بعنوان: «عقلية جزائرية» للجمعية الثقافية «المداح» للمسرح والفنون من مستغانم.
من جهتها، نظمت مديرية الثقافة لولاية عنابة بالتنسيق مع جمعية «مدينة» في إطار شهر التراث العالمي، نشاط تضمن مداخلات من تقديم مختصين في الآثار بمديرية الثقافة، على غرار «واري سهام»، «حوامرية سمير» حول كيفية إعداد ملفات التصنيف و»لرقش عبد الكريم» حول المعالم والمواقع التاريخية المصنّفة وكيفية تصنيفها.
وشهدت دار الثقافة لعنابة وصلات موسيقية متنوّعة مع ورشة الصنعة لدار الثقافة بقيادة إبراهيم حمادي، سليم رفاس والفنان تريعة توفيق ضمن «أيام القصيدة الدينية وأغنية المالوف»، كما احتضنت دار الثقافة «أيام الإنشاد الديني والأغنية الصوفية»، «أيام المسرح والمونولوغ»، وحفل تكريمي لحافظات القرآن الكريم.
كما كانت قاعة السينماتيك، بعنابة، بدورها في الموعد ببرنامج منوّع من عروض الفن السابع، لأعمال جزائرية، عالمية وعربية، مع تنظيم «أيام الفيلم الثوري» إحياء لذكرى مظاهرات 08 ماي 1945.
