جمال صمادي، ناشط ثقافي، منذ أكثر من 33 سنة، مهتم بالمسرح في الكتابة، التمثيل والإخراج، ترأس لسنوات عدّة مكتب الجاحظية بعنابة، وهو مسؤول قسم النشر على المستوى الوطني، قبل أن يخوض تجربته الخاصة في مجال صناعة الكتاب بعد إنشائه لدار الجمال للنشر والتوزيع والترجمة ومكتبة الجمال بعنابة.
فتحت دار الجمال للنشر والتوزيع والترجمة أبوابها، منذ سنة تقريبا، وهي قائمة، بحسب تصريح صاحبها جمال صمادي لـ» الشعب» على إستراتيجية الأولوية للتوزيع ضمن فريق متكوّن ومختص بالتوزيع، وهذا من خلال العدد الكبير والعناوين المهمة التي تحتويها مكتبة الجمال».
وعن العوائق التي يواجهها الناشرون في معركة التمركز بين الزخم الكبير من الدور الذي تعرفه القطاع قال صمادي: «أنا أحاول من خلال دار الجمال للنشر والترجمة ومكتبة الجمال إثبات وجودي في واقع لا يساعد على العمل، خاصة ضمن منظومة القوانين والتشريعات الخاصة بهذا المجال، إلى جانب نقص الآليات التي تدعم هذا الجانب الحساس، هذا إضافة الى صعوبة إيجاد المناخ اللازم إذا اختار أحدنا أن تكون له رؤية جادة أساسها الارتقاء بالكتاب».
في سياق آخر، وصف الناشر جمال صمادي وضع الكتاب في الجزائر بالسيئ، الأمر الذي يعد بحسبه» حقيقة من المستحيل إخفاؤها ويمكن لأي كان أن يثبت ذلك من موقعه، سواء كقارئ أو ناشر أو كاتب. فمشكلة الكتاب متعدّدة الجوانب».
وأشار الناشر أن: «مجال صناعة الكتاب والارتقاء به «يحتاج إلى إستراتيجية قوّية لدراسة واقعه ومشاكل توزيعه وكيفية التغلب على العراقيل الذاتية والموضوعية التي تواجه الناشر والموزع ومشاكل الطبع».
لذلك، يضيف: «لا بد على المعنيين تسهيل مهمة دور النشر والمطابع بانشاء آليات أكثر ديناميكية، ويبقى ما قامت به الوزارة بقرار فتح مكتبات محلية جزء من الحل وليس كل الحل».
وفي ردّه عن السؤال المتعلق بتقهقر الطلب على الكتاب الأدبي المسجل خلال الأعوام الأخيرة، تأسف صمادي لكون هذا الأخير يلقى «كسادا كبيرا بخاصة تلك الأسماء الأدبية التي تطمح للوصول إلى المتلقي عبر ما تنتجه من كتب».
وترجع الأسباب يقول: «إن المتلقي بحسب وجهة نظري ونظر الناشرين وحتى الكتاب أنفسهم، عازف عن الاطلاع على الإصدارات الأدبية والتقرب من هذه الأسماء أو تلك عدى بعض الأسماء العالمية أو العربية المعروفة».
ومن أسباب هذا العزوف أيضا»ارتفاع سعر الكتاب وأيضا إلى منافسة وسائط النشر الأخرى للكتاب الورقي.. وأعني به الكتاب الالكتروني الذي يستطيع أن يصل إليه القاري بكبسة زر على غوغل، وهو يحصل عليه بدون أي مقابل.»