عرضت، مساء السبت، بالمسرح الوطني الجزائري، محيي الدين بشطارزي، بالعاصمة مسرحية «معالم» بمناسبة إحياء اليوم الوطني للذاكرة المصادف للذكرى 76 لمجازر 8 ماي 1945.
يتطرق هذا العمل المسرحي الذي أنتج في 2011 من طرف التعاونية الثقافية « أفكار و فنون» للعلمة (سطيف) إلى الأحداث المأسوية للثامن ماي 1945 التي عاشتها مدينة العلمة على غرار مناطق كثيرة من الوطن تحت وطأة الاستعمار الفرنسي.
وتناولت «معالم» التي ألفها وأخرجها عبد الوهاب تمهاشت المكان والزمان في مدينة العلمة من خلال قصة محاولة اغتيال «اللويتنو بوكلبة» والذي عرف بكلبه الشرس وكان يقوم بتصعيدات على المواطنين في المقاهي.
وقامت قوات الاحتلال بجمع كل سكان العلمة شيوخا ونساء ورجالا وأطفالا في الملعب البلدي (حاليا ملعب الشهيد عمار حارش) لمدة 14 يوما من أجل الاعتراف بمن قام بالعملية الفدائية التي استهدفت اغتيال «الحركي» الذي كان عدوا لوطنه و للمجاهدين.
وجسّد هذا العمل الفني في 50 دقيقة الممارسات الوحشية التي مارستها قوات الاحتلال ضد المواطنين الذين ناهضوا الاستعمار بكل أشكاله و ممارساته اللاإنسانية من خلال مشاهد مسرحية و كوريغرافية وغنائية في سرد وثائقي للأحداث التي راح ضحيتها ما يناهز 45 ألف شهيد.
وجاءت السينوغرافيا التي أبدع فيها المخرج نفسه في بناء حائط كفاصل لزمنين تاريخيين في ديكور «ثابت» بحكم ان الأحداث المأساوية جرت كلها في مكان واحد (الملعب) أين قامت قوات الاستعمار بحصر المواطنين لمدة أسبوعين.
وعبّرت المشاهد على المأساة من خلال أغان قوّية التعبير واللّحن في موسيقى ألفّها صالح برغوث. للإشارة، عرضت «معالم» في عدة مناسبات تاريخية.