تختتم اليوم، الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الوطني للخط العربي، بقصر الثقافة مفدي زكريا، بمشاركة 40 خطاطا من مختلف ولايات الوطن.
عرفت التظاهرة إلقاء ثلاث محاضرات لخصّت التجربة الإبداعية الضاربة في فن الخط العربي، من إلقاء كل من الأستاذ بودودة، الأستاذ جمعي رضا والأستاذ إبراهيم آيت زيان، كما عرفت المناسبة تنظيم ورشات مخصّصة لتلاميذ المدارس أشرف عليها كل من الاستاذ بن تركية،الاستاذة آمال ضيف الله والأستاذ بن عزوز،كما تم على هامش الفعّالية ورشات مفتوحة للخطّاطين المشاركين إلى جانب ورشة عامة للأطفال.
طرح الأستاذ جمعي رضا محاضرة «الحكم الجمالي في الخط والحروفية..إشكالية الإبداع و التلّقي»، وهي ثاني محاضرة مبرمجة في المهرجان، الجانب النظري للمشهد الفني والتشكيلي في مجال الخط العربي والحروفية من خلال تنوّعه العديد من الإشكاليات بحيث تعتمد على ما وراء عملية الإبداع والعطاء و المعرفة الفنية والمخيال الجمالي بشكل بصري،بحيث يقوم الحكم الجمالي في كل مقاماته على إعتبارات تختص بالابداع من جهة والمنتج الفني من جهة أخرى.
واعتبر المتحدّث في ذات الصدد، مسألة الحكم الجمالي في مجال الخط العربي وما يتصل به من فنون أو ما ينفصل عنه معقدة ومتعددة،وقائمة على تعدّد مقامات الجمال وشروطه في فن الخط العربي، وجاء على لسانه في مداخلته أيضا: الاعتبار الجمالي يقوم على صرامة القاعدة، مدى الالتزام بها، وقد يقوم على القدرة على المحاكاة أو على الخط بأساليب القدامى وقد يقوم على التنوّع في اللّون والتركيب و النصّ، وقد يقوم على اعتبارات تشكيلية بحتة،لكن رغم هذا وبالنظر إلى أهمية عمق المنظومة في الخط العربي يظل الإبداع والتذوق والحكم الجمالي كعناصر للفعل الفني مرتبطة بشكل وثيق بالتعرف والبحث في الأبعاد الفكرية و الفلسفية والجمالية على اختلاف مقاماتها البصرية والمفاهيمية.
من جهته، تطرق الأستاذ إبراهيم آيت زيان في آخر محاضرة مبرمجة في المهرجان إلى رسالة الخط العربي، عرّج من خلالها على المعاني الجوهرية التي تستند إليها قواعد فن الكتابة الجمالية، إلى جانب القيمة الكلية العميقة في التجربة الإبداعية، حيث قال في هذا الصدد:
إن المحاضرة الأخيرة هو إتمام لما جاء في المحاضرتين الأولى والثانية، ففحوى رسالة الخط العربي، عزّزت التجربة الصوفية في تذوق الجمال في فن الخط بكل مقاماته من جهة، كما عزّزت موضوع الحروفية المتصلة بما وراء عملية الابداع، خلال المشهد الثقافي الفني التشكيلي في مجال الخط العربي من جهة أخرى.
للإشارة، تم على هامش فعّالية المعرض ضمّ مجموعة من اللّوحات الخطية عكست مواهب الخطاطين الجزائريين وكذلك الإبداع الفني العربي والإسلامي في فنّ الخط في شقيه التقليدي والمعاصر.