جوائز الأوسكار في طبعة استثنائية

هوبكينز «أكبر» الفائزين.. وحضور قوّي للمرأة

أسامة إفراح

خيّمت ظلال جائحة كورونا على الحفل 93 لجوائز الأوسكار، وفي محاولة لتجاوز عقبات الأزمة الصّحية، تمّت مراعاة التدابير الصّحية في الحفل الذي جاء «هجينا» جمع بين الحضوري والافتراضي.  حملت طبعة الأوسكار لهذه السنة معطيات وإنجازات جديدة، بين المفاجئ والمتوقّع، من فوز أنثوني هوبكنز بجائزته الثانية، وهو في سن 83، إلى الحضور النسائي القوّي في جوائز هامة كأوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج.

مرّة أخرى، جاءت جوائز الأوسكار لهذه السنة بنوع من «التجديد»، بعد افتكاك فيلم «نومادلاند NomadLand» (أو أرض الرحّل) أوسكار أفضل فيلم، وحصول ممثلته الرئيسية، فرانسيس ماكدورماند، على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة. ويعالج الفيلم موضوع سكان المقطورات الأمريكيين الذين يعيشون على الطرق، بعدما فقدوا كل شيء في أزمة الرهن العقاري. وتعدّ هذه ثالث جائزة أوسكار تنالها فرانسيس ماكدورماند البالغة 63 عاماً، ولم يسبقها إلى هذا الإنجاز، إلا ستة آخرون من بينهم ثلاث نساء هنّ ميريل ستريب، وإنغريد برغمان، وكاثرين هيبرن الفائزة بأربع جوائز.

حضور نسائي قوّي

لكن الملفت للانتباه أكثر في هذا الفيلم كان مخرجة وفازت مخرجة «نومادلاند»، كلويه جاو (أو كلويه زاو، واسمها الأصلي جاو تينغ) بأوسكار أفضل إخراج، لتكون بذلك أوّل امرأة «غير بيضاء» (بحسب تعبير الصحافة العالمية) تفوز بجائزة أفضل إخراج، وثاني امرأة تفوز بالجائزة بعد هي كاثرين بيغلو سنة 2010، عن فيلمها «ذي هورت لوكر».
كما نافست جاو زميلتها المخرجة إميرالدا فينيل، كاتبة ومخرجة «امرأة شابة واعدة Promising Young Woman»، لتكون هذه أوّل مرة تُرشّح فيها امرأتان لجائزة أفضل مخرج في نفس السنة.
لكن إيميرالدا فينيل حققت إنجازا آخر لا يقلّ أهمية، حينما فازت بجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو، لتكون بذلك أوّل كاتبة تفوز بهذه الجائزة.

«السير» يعود مرّة أخرى

لقي فوز أنثوني هوبكنز بجائزة أوسكار أفضل ممثل إجماعا في جميع الأوساط، ليس فقط لنجوميته وأعماله السابقة، وإنما لمحافظته على ذات السحر أمام الكاميرا الذي عرفه به الجمهور في مسيرته الفنية. وحصل هوبكينز على الجائزة عن دوره في فيلم «الأب The Father»، وهو في سنّ الثالثة والثمانين، ليكون بذلك أكبر الممثلين الحاصلين على هذه الجائزة سنّا في تاريخ الأوسكار، بعد أن كان هذا «الإنجاز» من نصيب الممثل كريستوفر بلامر.
وقد لمع هوبكنز بغيابه عن حفل الأوسكار، وهو الذي تابعه من منزله في ويلز (بلاد الغال). وعلّق «سير» هوبكينز على فوزه بالجائزة، قائلا إنه، في عمر 83 عامًا، لم يكن يتوقع الحصول على هذه الجائزة. وأعرب عن امتنانه للأكاديمية.
كما أشاد بالممثل الراحل تشادويك بوسمان. هذا الأخير، سادت التوقعات بإسداء الجائزة له تكريما له بعد رحيله المبكر، ولكن الأمر لم يحدث، وهو ما اعتبره البعض «مفاجئا».
أما هوبكينز، فلا نرى أن حصوله على الجائزة في سنّ متقدمة هو الإنجاز الأكبر، وإنما الإنجاز الأهم هو حصوله على جائزته الثانية، في وقت فاز كبار الممثلين بهذه الجائزة مرّة واحدة في مسيرتهم، بل وهناك من عظماء الفن السابع من لم يحصل عليها بتاتا.

السينما في حُلّة جديدة

من الأفلام التي صنعت الحدث أيضا فيلم «روح» (Soul) من إنتاج «بيكسار»، الذي فاز بجائزة أوسكار أفضل فيلم تحريك، ليصبح الفيلم الوحيد الذي يفوز بهذه الجائزة من دون أن يُعرض في دور السينما الأمريكية. وكانت ديزني قد قررت طرح الفيلم عبر خدمة البث عبر إنترنت «ديزني +»، وذلك في أكتوبر الماضي، في وضع شهد إغلاق معظم دور السينما في الولايات المتحدة، لتكون هذه المرة الأولى التي يُطرح فيها فيلم للعرض المنزلي دون توزيعه أولًا في دور السينما الأمريكية.
من جهة أخرى، رأت «نتفلكس» الجوائز تضيع منها تباعا، مرّة أخرى، وحتى وإن كانت شركة العرض الافتراضي قد فازت بجوائز أوسكار، ورُشّحت لعدد كبير منها، فهي مع ذلك لم تفتكّ بعد «الجوائز الرئيسية» في المسابقة، رغم أن الظروف كانت مواتية هذه السنة بسبب الإغلاق العام جرّاء الجائحة. وكانت «نتفلكس» قد تلّقت ضربة موجعة في النسخة السابقة من جوائز الأوسكار، حينما رُشّح فيلم «ذي آيريش مان»، الذي أخرجه سكورسيزي ومثّل فيه النجوم روبرت دي نيرو، آل باتشينو وجو بيتشي، لعشر جوائز أوسكار، لم يفز بأيّ منها.
مع ذلك، وبفضل المشاركة القوّية لـ»نتفلكس»، ونجاح «ديزني» في خطوة مشابهة، قد يمكننا القول، إن ملامح السينما قد تتغيّر بشكل ملحوظ في المستقبل القريب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024