يطل الكاتب سلمان بومعزة على جمهور قرّائه، من نافذة عمل روائي جديد، يدخل من خلاله في تجربة مغايرة في تفاصيلها نوعا ما ومشوّقة في نفس الوقت، حيث يوحي اختياره لعنوان الرواية «دال..عين..صاد» الكثير من القراءات التي تجذب القارئ وتدفعه لاستكشاف ما بين السطور والطيات.
تحمل الرواية الجديدة الصادرة للكاتب الشاب سلمان بومعزة، روحا تراجيدية في زواياها الممزوجة ببعض الأفكار الفلسفية، حيث تدور أحداثها حول شخصية محورية اسمها «عمار».
هذه الشّخصية التي وجدت نفسها منذ نعومة أظافرها تحت وطأة العنف الأسري والاضطهاد المجتمعي والإجهاد الفكري، حول ماهية وجوده في هذه الدوامة من الشقاء والإنكار واليأس الذي كوّن منه مع مرور الأعوام وتكالبها عليه، شخصا ذليلا خانعا مهزوما، لا يقوى على الإتيان بأي شيء.
يعايش عمار في داخله تضارب الرغبات، بين مستسلم راضخ لما فرضته أيدي الأقدار وبين ثائر منتفض، يحاول باستماتة أن ينسلخ من شرنقة سنوات الألم والإجهاد،
ويحاول على مدار خطوات الانتفاضة المتأخرة أن يبدي أفكاره ومبادئه وقراراته المتأثرة بالتراجيديات المشؤومة التي عايشها، فيتفتح لا كفراشة متأصّلة من يرقة هزيلة، بل كغول حانق متمرّد، يحاول دك كل من أذاه قبلا تحت قدميه، ويعتلي صدره متبجّحا بالنّصر وإنكار الماضي والتّملّص منه.