أصدرت مديرية الثقافة بالشلف لأول مرة خريطة ثقافية ينتظر أن توضع تحت تصرف السياح والوافدين على المنطقة وهذا في مسعى الترويج للسياحة الداخلية وإبراز المؤهلات السياحية والمعالم الثقافية التي تحوز عليها الولاية حسبما استفيد لدى ذات المصالح. كشف رئيس مصلحة التراث، محمد قندوزي أن «قطاع الثقافة وحرصا منه على الترويج للسياحة الداخلية وتقديم للوافدين على ولاية الشلف دليلا يتضمن أهم المواقع والمعالم التي يفترض زيارتهم لها قام بإصدار لأول مرة الخريطة الثقافية».
تحتوي هذه الخريطة الثقافية - وفقا لذات المسؤول - على مختلف الطرقات والمسالك المؤدية لعديد المواقع الأثرية والمعالم الثقافية المعروفة بالولاية فضلا عن بطاقات فنية لمختلف الهياكل التابعة لقطاع الثقافة خصوصا المتاحف واللقى الأثرية المحفوظة بها.
ارتأت مديرية الثقافة - يضيف قندوزي - أن تمس هذه الخريطة الثقافية كمرحلة أولى معالم ومواقع أثرية عبر 5 بلديات هي الشلف، مجاجة، تنس، المرسى وتاوقريت بحيث يمكن للسائح الولوج اليها بسهولة مع مراعاة خلال اختيارها (المواقع والمعالم) الأبعاد الاجتماعية والدينية والتاريخية لمنطقة حوض الشلف.
يقترح القائمون على الشأن الثقافي والسياحي مسلكا سياحيا ينطلق من بلدية الشلف حيث بإمكان زوار الولاية اكتشاف اللقى الأثرية الموجودة بالمتحف العمومي الوطني «عبد المجيد مزيان» ثم المرور لزيارة متحف الأصنام (دار البارود سابقا) الذي يحوي شواهد عن أقدم كنيسة في شمال إفريقيا — كنيسة سانت ريباراتيس 1846 — وصولا إلى دار الصناعات التقليدية بحي بن سونة.
كمحطة ثانية ينتقل ضيوف الولاية إلى بلدية مجاجة الملقبة بمدينة العلم والعلماء، ليكتشفوا الهندسة المعمارية العثمانية بدار القاضي على أن يحطوا الرحال بعدها بزاوية الشيخ سيدي محمد بن علي، ثم التوجه لمدينة تنس لزيارة القصبة العتيقة ومنارة سيدي مروان وكذا متحف «علي الجيرة».
وعلى غرار باقي ولايات الوطن التي لا تزال شواهد الحضارة الرومانية منتصبة بها فزوار الشلف مدعوين لاكتشاف آثار هذه الحقبة التاريخية بالموقعين الأثريين التاريخيين، أرسناريا وقلعة تيميسي الموجودين ببلديتي المرسى وتاوقريت على التوالي.
تم على هامش فعاليات الملتقي الوطني حول دور الإعلام الثقافي والسياحي في الترويج للنشطات الثقافية الذي نظم الثلاثاء الفارط، توزيع عديد النسخ من هذه الخريطة الثقافية على مختلف مؤسسات القطاع والمؤسسات السياحية وفعاليات المجتمع المدني والمختصين في هذا المجال على أن يتم إثراؤها من خلال مقترحات وتوصيات ترفع إلى مديرية الثقافة لاحقا. ثمّن عدد من المهتمين بالشأن المحلي هذه الخطوة الأولى من نوعها بالولاية والتي تندرج في إطار ترقية مجالي الثقافة والسياحة الداخلية وتوفير للسياح دليلا يسهل إقامتهم وزيارتهم والتعرف على تاريخ وحضارة هذه الولاية الضاربة في عمق التاريخ.