جاء عبد العزيز بيون من قصر بنورة من عاصمة واد ميزاب إلى العاصمة، بمجموعة من الزرابي والأواني الفخارية وأشياء تقليدية جميلة أخرى، صنعتها بكل إتقان وفن أنامل نسوة القصر، اللّواتي أشرفت على تكوينهن جمعية «نبع الأخوة» التي يرأسها، جاء ليعرض تمكن المرأة الميزابية الماكثة في البيت من صنعتها، هذا من خلال المشاركة في الورشات الحية التي نظّمتها الجمعية الوطنية «تراث جزايرنا» على هامش فعاليات الملتقى الدولي الأول «حرف وصناعات عبر العصور»، الذي نظمه معهد الآثار بجامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله بالتعاون مع المركز الوطني للبحث العلمي في الآثار.
جمعية «نبع الاخوة» الخيرية، جمعية اجتماعية ثقافية متخصّصة منذ نشأتها سنة 2008 يقول عبد العزيز بيون في تصريح لـ «الشعب» في الأعمال الخيرية كمساعدة اليتامى والمسنين والمتزوجين الجدد في إحياء حفلاتهم وتدعيمهم ماديا من جهة وفي تكوين المرأة الماكثة في البيت، ومساعدتها على تحصيل شهادة حرفية والحفاظ على الموروث الثقافي والتراث المادي واللامادي للمنطقة من جهة أخرى. «فقد كانت لنا منذ البداية اتفاقيات في هذا الشأن مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين، من خلال مديرية القطاع بغرداية، مكّنتنا من مساعدة عشرات النساء من قصر بنورة على تحصيل شهادات تمكنهن من توظيف طاقتهن في الإنتاج وإعالة أنفسهن وعائلاتهن».
وتهدف هذه المبادرة التي تقودها الجمعية أساسا إلى محاولة القضاء على البطالة عند النساء والحفاظ على الموروث الثقافي، وبالتالي يقول رئيس الجمعية إثبات التواجد المعنوي والمادي للمرأة المزابية الحرفية في كامل أنحاء التراب الجزائري.
وأشار بيون، أنّ هذه التكوينات تخص الخياطة ونسيج الزرابي، الحرفتان اللتان تشتهر بهما منطقة غرداية، بالضافة صناعة الحلويات الإعلام الآلي وغيرها من الحرف التي لاقت إقبالا كبيرا من قبل النسوة، حيث تتخرّج العشرات سنويا.