استضاف قسم اللغة والأدب العربي بجامعة قاصدي مرباح بورقلة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد، في لقاء مفتوح جمعه بمجموعة من الأساتذة وطلبة الدكتوراه بحضور عميد كلية الآداب واللغات العيد جلولي ورئيس قسم اللغة والأدب العربي. هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان.
تطرّق اللقاء الذي نشطه الدكتور عبد الحميد هيمة إلى العديد من المواضيع المتعلقة بواقع اللغة العربية وإشكاليات تكييفها مع التطور التكنولوجي الحاصل ومعطيات الرقمنة، مع التعريج على بعض المعيقات التي تقف حائلة دون تحقيق اللغة العربية لمكانتها المرجوة، والتي يعد أبرزها غياب مسار وحيد لجهود تطوير اللغة ومرجعية موحدة للغة تحت مجمع لغوي واحد تعتمده كافة الدولة الناطقة للعربية، بالإضافة إلى أهمية استحداث منهجية علمية دقيقة لمعالجة التخمة التي تعرفها اللغة، حسبما أجمع عليه الحضور.
رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد أوضح العديد من المهام والأنشطة التي يشرف عليها المجلس، كما ناقش مع الحضور كل الإشكاليات والهموم المطروحة، مشيرا إلى أن العمل جار بشكل جيد في المعلمة العربية التي تشارك فيها الجزائر بـ 32 عضو منتج للمنصة، وهي شراكة انطلقت منذ 2016 على أن تخرج للعلن نهاية هذا الشهر، حيث ينتظر منها أن تحل كل المشاكل العالقة التي تعاني منها اللغة العربية.
وبخصوص الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية المصادف 18 ديسمبر من كل سنة، ذكر أنه ونظرا للطلب الكبير من الجامعات للمساهمة في الاحتفاء بهذه المناسبة تمّ إقرار تمديد فترة الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية إلى شهر كامل بعد موافقة وزارة التعليم العالي، وهذا من أجل إتاحة الفرصة للكل للمشاركة في اليوم العالمي للغة العربية الذي سيحمل هذه السنة ميسم «تحدي الرقمنة».
وناقش اللقاء سبل تطوير اللغة عبر تدعيم الحوامل الإلكترونية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على وضع المنصات المنتجة باللغة العربية، تحليل المنصات، وإضافة أصوات وإدخال أمور جديدة على اللغة العربية من الممكن أن يتعرف عليها الذكاء الصناعي كمشاريع مقترحة. وأشار بهذا الصدد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن المجلس الأعلى يشجّع كل المساهمات ويرحب بها في إطار مهامه من أجل تعميم استعمال المعطى الرقمي في اللغة العربية ودعم مشاريع الترجمة من العربية إلى اللغات أخرى، هذه الأخيرة التي تحظى بأهمية كونها جزء هام من مساعي المجلس ومهامه في ازدهار اللغة لأن قيمة اللغة تتوضح كما ذكر عندما تكون لغة تقدم للآخر أيضا وليست لغة تأخذ فقط وهذا هو الاستثمار الكبير.
ورغم المشاكل المطروحة إلا أن اللغة العربية كما صرّح الأستاذ صالح بلعيد تحتل مواقع جد متقدمة منذ 2012، ويعود الفضل في ذلك للبحث والبحثة ولكل من يقدم إسهاما عبر الشابكة، مشيرا إلى أنه من المهم اليوم أن نتواجد بقوة على الشابكة، وأن نبدع في إنتاج ووضع المنصات واستغلال الإمكانيات التي تتيحها التكنولوجيات المتطورة للمساهمة في تطوير اللغة.
وأوضح المتحدث أن آليات تَملُّك اللغة العربية هي الشيء الذي يجب العمل عليه في الوقت الحالي، خاصة في علوم اللسانيات التي تجد مساحة في مجال الالكترونيات، موضحا أن المجلس الأعلى للغة العربية لم يترك مسألة في اللغة العربية إلا وعالجها وساهم في تصحيح سجلات الحالة المدنية، كما أطلق مدونة أضاف فيها أصواتا غير موجودة، وأشار أنه من أجل ذلك يحرص المجلس على استقدام كل الكفاءات الوطنية كأعضاء في لجان دائمة أو لجان المشاريع محدودة التوقيت.
وفي هذا السياق، ذكر أن المجلس يعمل على العديد من المشاريع من بينها إصدار قاموس للغة السياحة في شكل لغة المحادثة الوظيفية التي يحتاجها السائح ويحمل القاموس 28 كلمة وكمشروع سيتم العمل على إصداره بـ 6 لغات، كما أنشأ مجمع الثقافة الجزائرية ووضع منصة بدأ بتخزين المجلات فيها، كما وضع معلمة المخطوطات الجزائرية بنظام برمجة ذكية تمّ تجميع لحد الآن 12 ألف مخطوط ورقمنة 1300 مخطوط منها.