تنطلق، اليوم، بجامعة الجزائر 2 ابو القاسم سعد الله فعاليات الملتقى الدولي الأول حول «الحرف والصناعات عبر العصور، الذي ينظمه لمدة يومين معهد الآثار بالجامعة بالتعاون مع المركز الوطني للبحث العلمي في الاثار والتنسيق مع الجمعية الوطنية تراث جزايرنا، الحدث الذي وقفت عنده حصريا «الشعب» من خلال استضافتها لكل من الأكاديمية أ.د خديجة نشار بواشي، مديرة معهد الآثار بجامعة الجزائر 2 و د.كمال مداد، المدير المساعد بالمركز الوطني للبحث في علم الآثار، والمختصة في آثار ما قبل التاريخ، فايزة رياش، رئيسة جمعية «تراث جزايرنا».
«لقد عرفت الجزائر على غرار بلدان العالم عدة صناعات حرفية موغلة في القدم تعود إلى ما قبل التاريخ، تنوعت وتطورت مع مرور الزمن، و هو ما تشهد عليه البقايا الأثرية التي نجدها في مختلف المتاحف، التي تعكس الطابع المحلي الذي استمرت صناعته إلى غاية يومنا هذا يبين مدى تشبث الحرفي الجزائري بموروثه الحضاري الذي جسده واكسبه طابعه الخاص في مختلف الصنائع التي جعلها متميزة و متفردة ، تبرز المهارات المتجذرة فيه. « انطلاقا من هذا الواقع جاءت فكرة تنظيم الملتقى الدولي الأول من نوعه في الجزائر في محاولة من منظميه والمشاركين فيه من « الجزائر، المغرب، تونس، الأردن، مصر ، فلسطين ، اسبانيا و فرنسا» للإجابة عن إشكالية: كيف يمكن للحرف والصناعات التقليدية أن تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية وما هي السبل الكفيلة للحفاظ على هذه الصنائع و الحرف التي تعكس هويتنا الوطنية، و كيف يمكن استغلالها كمورد سياحي ؟
يهدف الملتقى، بحسب منظميه إلى: «إبراز مهارات إنسان ما قبل التاريخ، التعريف بالحرف و الصناعات المحلية، البحث عن السبل الكفيلة للحفاظ على هذه الحرف من زوالها في ظل العولمة ، إلى جانب ، إعادة إحياء الحرف والصناعات واستغلالها كمورد اقتصادي و كذا استغلال المنتوجات الحرفية في السياحة التراثية.
ستتناول المداخلات محاور متعددة منها: الحرف والصنائع عبر العصور ومن خلال المصادر والمخطوطات أو الكتابات الأثرية، أو كمورد اقتصادي، إلى جانب دور الحرف والصنائع في ترقية الاقتصاد المحلي. وسيتطرق الملتقى أيضا إلى الوضع الراهن للصناعات الحرفية، وكيف تصبح موردا سياحيا، والى دور الحرف والصناعات في التعريف بهوية الشعوب، و ترقيتها.
في محور آخر سيدور النقاش حول الحرف والصنائع بين الاستمرارية والاندثار، أهم الحرف التي لا تزال مستمرة إلى غاية يومنا، الحرف اندثرت أو في طريق الزوال، وأخيرا حماية الصناعات التقليدية والتراثية وسبل تطويرها.