الفنان إبراهيم حدرباش «هيمو» ٬:

أحـاول التوفيـق بــين الفن والعائلــة.. والحَــراك تجــاوز النخبـة بأشواط

حاوره: أسامة إفراح

إبراهيم حدرباش الملقب بـ»هيمو»، فنان متكامل شغوف بالغناء، التوزيع الموسيقي والهندسة الصوتية.. تحصل ابن مدينة المسيلة (32 سنة) والمقيم حاليا بالعاصمة، على ليسانس في الرياضة، وتخصص في تدريب كرة القدم.. سبق لخريج مدرسة ألحان وشباب موسم 2012 ــ 2013، أن شارك في برنامج «آراب آيدل» أين وصل إلى مرحلة الكاستينغ النهائي في 2014.. يعمل «هيمو» على الحضور بقوة في وسائط التواصل الاجتماعي، وله ألبوم كامل مع شركة «قوسطو» وشركة «سونوستار» في القريب العاجل. يحدثنا الفنان في هذا الحوار عن يومياته الرمضانية، الصناعة الموسيقية، والنخبة ودورها في الحراك الشعبي.

-  »الشعب»: بداية.. كيف تقضي يومياتك الرمضانية؟ وهل لديك طقوس خاصة بهذا الشهر الفضيل؟
 إبراهيم حدرباش: أنا بصفة خاصة أقسّم الشهر إلى قسمين: الـ15 اليوم الأولى أقضيها في الأستوديولتحضير الأعمال لما بعد رمضان، وهذا ما أقوم به كل سنة.. أما الـ15 يوما المتبقية فأخصصها للراحة وأقضيها بمسيلة مع العائلة والأصدقاء والأقارب، خاصة وأن الأستوديوالسابق كان بمسيلة ولكن الأستوديوالآن بالعاصمة، وهوما يجعلني بعيدا عن الأهل.
-  لرمضان طعم خاص بالنسبة للفنان الذي قد يجد نفسه مضطرا إلى التضحية بالأجواء العائلية من أجل عمله.. ما قولك في هذا الصدد؟ وهلا حدثتنا في عجالة عن الرمضان المسيلي؟
 سواء بالنسبة لرمضان أوكل المناسبات الأخرى، فإن الحياة الفنية تخطف الفنان من كل المناسبات، خاصة حينما يكرّس الفنان كل وقته للفن وتكون لديه أهداف وطموحات كبيرة يرمي إلى تحقيقها، فأي شيء له علاقة بالتقاليد أوالمناسبات سينزعه الفنان من قاموسه، وهكذا فستجد نفسك مفرّطا جدا مع العائلة وجلساتها وشؤونها، وللأسف فإن كثيرا من الفنانين ناجحون في الواقع ولكنهم غير ناجحين اجتماعيا لأن الفن أخذ من حياتهم الكثير وجعلهم يضيعون حياتهم الاجتماعية.
وهناك من نجح في التوفيق بين الجانبين الفني والاجتماعي، ولكنهم قلّة ويمكن الملاحظة بأن أغلب من نجح في حياته الاجتماعية فإن إبداعه قلّ نوعا ما، وهذا ليس راجعا إلى الفن في حد ذاته، وهي ليست نتيجة نعمّمها على العالم أجمع، ولكن، في الجزائر لدينا خصوصياتنا، ومكانة الفن عندنا لا تسمح له بأن يزدهر اجتماعيا، وهنالك دائما عائق اجتماعي يواجه الفن، والمنظومة برمّتها لا تحلّق مع الفن ولا تعطيه الفرصة لأن يكون متناغما مع الجانب الاجتماعي.
رمضان المسيلي أمر خاص بالنسبة إلي.. رمضان كمجتمع وكحلاوة وكنكهة أحسه في الأحياء العتيقة بالجزائر العاصمة وأشبهه بالأحياء العتيقة التي كانت عندنا في المسيلة وفقدناها اليوم، ولكن هنالك فرق بين العاصمة والمسيلة هوأن الجلسات التي بعد الإفطار أحبها في المسيلة أكثر، فالمسيلي معروف بخفة دمه وفكاهته وكل خصوصياته التي تجعلني أحس بأنني مرتاح في المسيلة أكثر، أما كجوّ وحلاوة فأنا أفضل الجزائر العاصمة وخصوصا أحياءها العتيقة.
- يأتي رمضان هذه السنة بطعم الحراك الشعبي.. هل كان للمثقف والفنان أثر في هذه المرحلة المحورية؟ وهل ترى أنه أدى الدور المنوط به؟
 كان الحراك نتاجا شعبيا مائة بالمائة، ولم يكن للنخبة دور كبير فيه، والنخبة ذابت في الهبّة الشعبية، والسبب في ذلك هوكون الفنانين الذين تصدروا المشهد الثقافي في السابق لم يكونوا في مستوى يمكّنهم من أن يصنعوا الوعي الذي يجعل الحراك يكون بهذه الحضارية وهذه النتائج.. ما أريد قوله هوأن المنظومة الثقافية السابقة أنتجت لنا أناسا تصدروا المشهد الثقافي ولكنهم لا يصنعون الوعي اللازم
وأنا أظن بأن ذلك كان مقصودا، فحتى الإعلام كان يسلط الضوء على أشخاص لا علاقة لهم بالثقافة، وأغلب من كرّستهم وسائل الإعلام لم يكونوا يحملون مشروعا حضاريا وحتى لغة حوارهم ضعيفة ولم يكن هنالك عمق في خطابهم وإجاباتهم أوطرحهم لأي موضوع، وهذا ما جعل الفنان غائبا وغير مؤثر في الحراك، الذي يعود كل الفضل فيه إلى الشعب.
- بالعودة إلى مجالك الفني.. كيف تنظر بصفتك مغنيا وموزعا موسيقيا إلى واقع الصناعة الموسيقية عندنا؟
 فيما يخص الصناعة الموسيقية، أوصناعة النجوم أوصناعة المحتوى الموسيقي، أقول إنه ما يزال أمامنا أشواط ومراحل كبيرة جدا، خاصة إذا ما قارنا أنفسنا بجيراننا.. في المغرب مثلا نجد هندسة الصوت والتوزيع متطورا جدا.
من جهتها، تملك الجزائر تراثا ثريا جدا وطاقات تملك القدرة على بلوغ المستوى العالمي، ولكن صناعتها ما تزال ضعيفة بدليل أن أغلب الفنانين الجزائريين الذين حققوا العالمية لم تكن انطلاقتهم من الجزائر، لأن ميكانيزمات العمل التي تمكّن الفنان من الوصول إلى العالمية غير متوفرة عندنا.. ولكنني متفائل جدا بالجيل الجديد الصاعد، جيل يبحث كثيرا وأتوقع منه كل خير.
- ما هوجديدك الفني؟ وما هي أمانيك في آخر أسبوع من الشهر الفضيل؟
 جديدي هومجموعة من الأعمال سأطرحها بحول الله على السوشيال ميديا، وسأطرح ألبومي في الأسواق، كما سأكشف عن محتوى الألبوم في شكل سينغل، على أن يكون كل شهر أغنية جديدة، وستكون في هذه السانحة طبوع موسيقية جديدة كثيرة، وأشياء لم أقدمها من قبل ستكون حاضرة في هذا الألبوم الجديد.
أمينتي أن تتحقق مطالب الحراك، ونصل جميعا إلى برّ الأمان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024