«ثيداق نا فا» أو»حقائق الجدة فاطمة» للكاتب المسرحي العربي سخي وإنتاج فرقة مسرح التجديد الأمازيغي القادمة من دولة كندا بدعم من المحافظة السامية للأمازيغية، هي مسرحية امازيغية بامتياز عرضت مؤخرا بالمسرح الجهوي بباتنة في اطار احياء السهرات الرمضانية ونالت إعجاب الجمهور الذي حضرها..
أحداث المسرحية تدور داخل عيادة الطبيب الذي تزوره الجدة فاطمة قصد العلاج، لكن الحوار بينهما يخرج من هذا الإطار ليجد الطبيب نفسه أمام وقائع عاشتها هذه الجدة الطاعنة في السن ليسافر معها في حكايتها التي تجمع بين الفطنة والسذاجة أحيانا، فهي في مجملها متعلقة بتنكر الرجال لدور المرآة في المجتمع بصفة عامة وبصفة خاصة تجاهل شباب اليوم للجيل القديم وعدم الاستفادة من الخبرات المكتسبة من الحياة.
المسرحية أيضا وفي سياق متناسق عالجت مسألة عدم التوافق بين الأبناء والأمهات وكذا العلاقة بين العجوز والكنة، كما أنها سلطت الضوء على مصير الشباب المتعلم الذي لم يجد مهرب من البطالة إلا الحرقة والهرب من الواقع المعاش . كما لعبت الموسيقى والديكور دورا هاما في جعل المتلقي متحمسا للأحداث والتي مزجت بين العاطفة الجياشة أحيانا وبين الحزن والفكاهة أحيانا.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الفرقة أسست سنة 2009 من قبل أعراب سخي وهومؤلف المسرحية ومراد محند السعيد باعتباره مسير الفرقة حيث عبر هذا الأخير عن سعادته الكبيرة بتجاوب الجمهور الباتني بعمله « ثيداف نا فا» وهذا لم يكن ليتحقق لولا مساهمة المحافظة السامية للأمازيغية والتي تكفلت بإقامة هذه الجولة الفنية الهادفة.