تتواصل سهرات رمضان الكريم بمسرح باتنة الجهوي، وسط إقبال كبير للعائلات الأوراسية، حيث استمتع عشاق الفن الرابع بعملين مسرحيين مميزين ، الأول معنون بـ «فخافة الشعب ينتظر» ، للمخرج ياسين كايكي و المنتج الهوادي محمد من إنتاج التعاونية الفنية لمسرح بور سعيد الجزائر العاصمة ، و مسرحية «قالوفة» للمخرج ميسوم لعروسي وتأليف فاروق داودي و إنتاج التعاونية الثقافية و الفنية أصدقاء الشلف و مساهمة دار الثقافة الشلف.
تم تسليط الضوء في العمل الأول على الحراك السلمي للشعب الجزائري و ذلك في قالب هزلي حيث عبر عن معاناة العيش اليومية للمواطن الجزائري بممثلين من مختلف طبقات المجتمع و تعبيرهم عن مدى انحطاط الثقافة و الاقتصاد و الخدمات ، لتكون هذه المعطيات الدافع الأساسي للاتفاق على تنظيم انتفاضة شعبية مطالبة بالتغيير .
أما العمل الثاني فتطرق إلى حياة سي الطيب المجاهد الذي غادر الجزائر منذ أربعين سنة ليعود من جديد إلى بيت أخته عائشة التي يستقبله فيها ابن عمه الخير و شيخ الدوار، إضافة إلى إمام القرية ، حيث يتفق الجميع مسبقا على نهب ممتلكاته و أخذ منزل أخته بالقوة بعدما رموها في مصلحة لمعالجة المجانين ، لتأخذ مجريات الأحداث مجرى آخر بعد اكتشاف سي الطيب المخططات الدنيئة لهذه العصابة ، ليضع خطة ذكية للإطاحة بها و ذلك في قالب هزلي ساخر ممتع و مشوق لينتهي به المطاف لكشف الستار عن خبثهم و اعترافهم بكل الجرائم أمام أهل القرية ليتضح أن البطل الوحيد هو الشعب و بالتالي المخرج استعان بالرمزيات بهدف إيصال فكرة الحراك السلمي بالجزائر .
لقيا كلا العرضين تجاوبا كبيرا من قبل عشاق الفن الرابع خاصة و أنهما تطرقا إلى ظاهرة حديثة تتمثل في الحراك السلمي الذي لازال يصنع الحدث على المستوى الوطني و الدولي بفضل الشعب الجزائري المتحضر الذي لم ينجر رغم كل الضغوط إلى العنف لتحقيق مطالبه الشرعية.