الركح الأغواطي في حداد

رحيل الفنان المسرحي سماحي مرفوعة

أسامة إفراح

توفي يوم الإثنين الماضي بالأغواط الممثل المسرحي سماحي مرفوعة، وذلك بعد صراع مع المرض.. الفنان من مواليد 1960، وهومن الفنانين الذين نشطوا الساحة المسرحية الأغواطية منذ أيام شبابه، وتعامل كممثل مع عديد المخرجين المسرحيين. كما كان الفقيد حاضرا في المسرح الإذاعي، واعتزازه بوطنه وتراث منطقته التي مثّلها في أكثر من مناسبة.
رحل أمس الإثنين الممثل المسرحي سماحي مرفوعة، وذلك بعد صراع مع المرض، وخلّف رحيله صدمة لدى محبّي الفن الرابع.. الفنان من مواليد 1960، وهومن الفنانين الذين نشطوا الساحة المسرحية الأغواطية منذ الشباب، حينما شارك رفقة أفواج الكشافة الاسلامية ومثل في بعض المسرحيات التربوية والوطنية.
سنوات الثمانينيات، التحق الفقيد بفرقة الأستاذ احميدة مراد، قبل أن ينقطع عن التمثيل المسرحي من أجل مواصلة تربصه كتقني سامٍ في الصحة، ما سمح له بأن يلتحق بالمستشفى، ويتدرّج في مهامه حتى صار رئيس مصلحة.
عودته إلى النشاط المسرحي كانت من باب فرقة مسرح الأغواط، كممثل في مسرحية «البارود» التي ألّفها وأخرجها هارون الكيلاني، ومكّنه ذلك من المشاركة لأول مرة بمهرجان مستغانم سنة 1998.
خلال الألفينيات، عُرف الفقيد بثنائي إذاعي في برنامج «لمقدم والوقاف»، مع رفيقه الحاج حبيب محصر الذي كان يكتب البرنامج للإذاعة، كما عُرف ضمن برنامج آخر تحت عنوان «نحكي وندردش» الذي كان يكتبه للإذاعة هارون الكيلاني، الذي يقول في هذا الصدد: « فتح المسرح الإذاعي الشهية لسماحي مرفوعة، ليعود سنة 2015 للمشاركة في أعمال مناسباتية عن تاريخ المدينة في المسرح، ضمن جمعية درب الأصيل، وأيضا كممثل في سينما الهواة مع المخرج الشاب ياسين حرزلي، وقد عبّر من خلالها تعلقه الكبير بتاريخ المنطقة، ووطنيته أيضا، وبقي وفيا للمسرح في مشاركاته في الأسابيع الثقافية، إلى جانب بعض المهرجانات؛ كمهرجان مستغانم، وأيام مسرح الجنوب، وأيام المونودراما».
ويضيف المسرحي هارون الكيلاني (الذي ذكره الراحل سماحي مرفوعة، في أحد حواراته الصحفية، ضمن عمالقة الفن المسرحي والسينمائي في الجزائر الذين اقتدى بهم وأحبهم، رفقة سيراط بومدين وامحمد بن قطاف، وعبد القادر علولة، وعبد الرحمن كاكي) يقول: «وفاة السماحي مرفوعة جاءت في أيام تعرف البلد رسم طريق جديدة نحوالمستقبل، في زمن تتقيأ الشوارق عبر أفواه الشعب مرارة العيش والتوق إلى الحرية والانعتاق الحقيقي.. غادر السماحي في هذا الزمن الذي تحتاج فيه الحركة المسرحية الالتفات إلى نفسها وإعادة حساباتها والغطس في بحر النوايا الطيبة.. غادر السماحي في أيام عصيبة على المسرح الأغواطي داخل الأغواط، ضمن شتات لا ينفع غد الجيل القادم ليفهم أن طريق المسرح قد كانت طويلة وشاقة».. ويعود الكيلاني إلى بعض الأسماء الأغواطية التي شقّت طريق المسرح وعبّدتها، اسما اسما، مؤكدا أنها غيض من فيض، ويذكر زمن «مالك الجودي، مرورا بباشا، وبيريز، وسنوسي، والنوار، وبوسعيد، مرورا بالأستاذ القائد والمؤسس أحمد مراد، إلى جيل بديار بشير، والليناني، وبدرينة، وروقاب، إلى جيل النوي، وصفي الدين، والعايب، ومخلوفي، ثم جيل التخي وبن علية، وسويسي، والزايد، وباهي، وحاجي، وإلى جيل بخاوة، والنحوي، وبلخضر، واللقاني بن مويزة، وبدران، ومعامير، إلى جيل رحمون، ومختل، وشاعو، إلى جيل كوديشة، وزروق، ونسناس زيرق بن دهقان، إلى جيل سحيري، وصفراني، وفطام، وشرقي، وبن سعدة، إلى جيل صفي الدين، وبوناصر، والطالب، وقربون، وبلغيث... ليس على سبيل الحصر إنما على سبيل المثال».
ويختم الكيلاني تصريحه بالقول: «غادرنا السماحي ونحن في أمس الحاجة إلى بعض، وتصفية القلوب، وتجديد التوبة، والنظر إلى مستقبل الحركة المسرحية، وتنظيف الأرواح، والاتحاد لأجل حركة ثقافية جادة بعيدة عن الرداءة... لنتحد ونتسامح ونتعاون فلا شيء يدوم والتاريخ يسجل.. رحم الله فقيدنا السماحي مرفوعة وألهم ذويه الصبر وتعازينا للأسرة المسرحية».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024