تفادي الأخطاء الشّائعة والارتقاء بمستوى الكتابة الصّحفية
تحت عنوان “تحسين الأداء اللّغوي للإعلاميين”، ينظّم المجلس الأعلى للغة العربية، على مدار يومين، دورة تكوينية في فائدة الصحافيين تهدف إلى تحسين اللغة الإعلامية وتفادي الأخطاء الشائعة، والارتقاء بمستوى الكتابة الصحفية وبالتالي المستوى اللغوي العام للقارئ. وفي كلمته خلال افتتاح الدورة أمس الثلاثاء بمقر المجلس، كشف الدكتور صالح بلعيد عن احتضان الجزائر بداية من الخميس تكوينا يستفيد منه ثلاثون باحثا جزائريا مشاركا في مشروع المعجم التاريخي للعربية.
أكّد رئيس المجلس الدكتور صالح بلعيد، في كلمته، على أن هذه الدورة تندرج ضمن مهام المجلس، وأنّها لا تهدف إلى تحسين الأداء في اللغة دون الاعتماد على طريقة “قل أو لا تقل”. وأضاف بلعيد بأن المجلس اختار قناتين لتحسين الأداء بالعربية، هما “قناة المدرسة لأنّها العمدة التي تثبت أي لغة، وقناة الإعلام التي هي قناة الاستعمال”، خاصة وأن اللغة وضع واستعمال كما قال فقهاؤها.. “إذا تعارضت اللغة مع الاستعمال فالاستعمال أولى، ولكن المقبول منه في حدود قواعد اللغة ومسوغاتها وما أباحته من جوازات”.
ويعمل هذا التكوين على لغة جيدة ذات مستوى مقبول، لا هي لغة تقعير ولا لغة الدهماء أو ما يسميه الجاحظ لغة السوقة، يقول بلعيد، مشدّدا على أن الصحافي يكيّف مستوى لغته حسب جمهوره.
من جهة أخرى، كشف رئيس المجلس الأعلى للغة العربية عن تكوين ثلاثين باحثا جزائريا، سيحتضنه فندق الأبيار بالعاصمة على مدار يومين بداية من غد الخميس، معتبرا أن هذا يحدث لأول مرة في دولة الاستقلال. وعرّج بلعيد على “حلم مجمّع اللغة العربية”، الذي تشارك فيه ثلاث دول محورية: “الجزائر فكرا، مصر مادة، والشارقة تمويلا”، وهو حلم سيتحقّق على يد باحثين من بينهم جزائريون سيشتغلون بمنصّة متطوّرة والاستعانة بالتكنولوجيا بمعية خبراء تقنيين من مقدونيا.
وأضاف بلعيد: “عندنا مشاريع كثيرة، نروم أن يعمل كل من جهته واختصاصه للوصول إلى المطلوب، ونحن نملك الإرادة كما أننا لسنا ضد اللغات الأخرى، ولكننا نخدم اللغة التي تجمعنا وهي لغة المواطنة”، مشدّدا على أنّ رسالة الصحافي هي رفع المستوى ليرتقي إليها الناس وليس العكس.
وكان من بين المكوّنين الأستاذ عبد الرزاق بلغيث، المشرف على هذه الدورة التكوينية الخامسة المخصّصة للصّحافة المكتوبة، وتحدّث بلغيث عن مستويات نجدها في اللّغة، أولها مستوى الانقباض وهو المستوى العالي، ثم المستوى المتوسط فالعامي، وإذا كانت اللغة الفصيحة هي المنتشرة فإنّ اللغة الفصحى هي المعيار الذي نقيس عليه. كما تطرّق المكوّنون في اليوم الأول إلى تصويب العديد من الأخطاء اللغوية الشائعة، وكذا إلى مسألة الأعداد وإعرابها في اللغة العربية.