ثمن مختصون من ديوان حماية وترقية سهل وادي ميزاب و ديوان السياحة لبلدية بونورة أمس الإثنين بغرداية القيمة الهامة التي يكتسيها التراث الباطني (المغارات ) المنتشرة بالمنطقة.
وأكد مدير ديوان حماية وترقية سهل وادي ميزاب، كمال رمضان، خلال زيارة ميدانية لتلك المواقع، أن وادي ميزاب يزخر بتراث حضري و معماري في غاية الأهمية والروعة مصنف عالميا من طرف المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو ) سنة 1982 على غرار المغارات و تجاويف منتشرة في باطن الأرض ، من بينها كهوف أغزونولوس (بلدية العطف) و أغزو نفيغر و أغزو نزهر (بلدية بونورة).
هذه المغارات التي تشهد على تاريخ فريد من نوعه لمستوطنات بشرية و مناظر فريدة لوادي ميزاب ينبغي إدراجها في قائمة التراث الوطني و تطويرها لتعزيز و تنمية السياحة الثقافية و العلمية ،مثلما أوضح مدير الديوان.
و يمكن لهذه التراث الباطني تعزيز جاذبية المنطقة لتصبح منطقة عبور سياحية رئيسية ، حسب السيد رمضان الذي دعا إلى حماية تلك المواقع و الحفاظ عليها.
من جهته، يرى عضو الديوان البلدي للسياحة ببونورة، السيد دودو، أن هذه التحف الفنية الفريدة من نوعها للطبيعة و الجواهر الباطنية من مغارات تثير فضول استثنائي لتصنيفها و تهيئتها من أجل دمجها في المسالك السياحية للمنطقة. وأضاف أن وادي ميزاب “المصنف تراثا عالميا، يحتوي على عديد الممتلكات ذات قيمة تراثية والتي يتوجب استغلالها و المحافظة عليها و تثمينها”.
من جهة أخرى، يسعي أعضاء المكتب البلدي للسياحة ببونورة إلى تحسيس السكان و الشركاء الإجتماعيين بغرض تعزيز جاذبية السياحة في المنطقة من خلال تثمين هذا التراث بجميع أشكاله و توجيه زوار المنطقة نحو هذه المغارات التي لا تزال غير مستغلة.
و تعتبر منطقة غرداية واحدة من المناطق التي تزخر بتراث مادي و لامادي ثري يمنحها موقعا مناسبا في إستراتيجية تنمية السياحة المستدامة التي تلبي التطلعات الاقتصادية للسكان و متطلبات حماية البيئة و التقاليد. وفضلا عن التراث العالمي الذي صنفته منظمة اليونيسكو بما في ذلك القصور “المدن المحصنة” التي تشهد على هندسة معمارية فريدة من نوعها تترجم عبقرية السكان الأوائل الذين شيدوها، والتي ألهمت الكثير من المهندسين المعماريين و الحضريين، فإن غرداية تشتهر أيضا بنظام تقليدي للري صمم بمهارة فائقة إذ يسمح بتوزيع عادل لمياه سقي بساتين النخيل المنتشرة بسهل وادي ميزاب. كما تشتهر المنطقة بمواقع أخرى كثيرة جذابة على غرار بساتين النخيل والمعالم الجنائزية الجنائزية و النقوش الصخرية ومواقع تاريخية و دينية.