لمواجهة أزمة السينما الجزائرية

ضرورة إنشاء قناة متخصصة للفن السابع

سطيف: نور الدين بوطغان

يبقى إشكال الموضوع في السينما الجزائرية الحديثة قائما وبقوة ،فعلى الرغم من قلة العروض ،رغم التطور المادي الهائل في مجال التصوير والإمكانيات المادية ،الا ان اغلب المواضيع ما زالت تتناول التاريخ الوطني ،خاصة الثورة التحريرية في أول نوفمبر 1954 ،وان تغيرت الصورة لتتناول في الأفلام الأخيرة شخصيات بعينها ،بدل تاريخ الشعب والمعارك التي خاضها  في مواجهة الاستعمار الغاشم ،نذكر على سبيل المثال الشهداء مصطفى بن بولعيد ولطفي وزبانة والعربي بن مهيدي، الى مسلسل عبد الحميد بن باديس، وغيرها من المنتجات السينمائية وبدعم من السلطات العمومية كمنتجة لأغلب هذه الأفلام .
إن غياب شركات كبيرة منتجة للأفلام الجزائرية جعلها رهينة لمواضيع تدعم وتقترح من السلطات، وهذا لا يخدم السينما بتاتا على اعتبار أنها إبداع بالدرجة الأولى يقتضي الاجتهاد والمثابرة .
ورغم محاولة بعض المخرجين الجزائريين التطرق إلى مواضيع أخرى اجتماعية وتحاكي الواقع ،مثل الحراقة والعنف في المجتمع ،إلا أن الإنتاج السينمائي ،ولا نتحدث عن التلفزيوني، كان ضئيلا مقارنة بما أنتجته السينما الجزائرية في هذا المجال ،خلال سنوات السبعينات التي كانت فترة ذهبية  للإنتاج السينمائي الجزائري ،وحتى سنوات ما بعد الاستقلال.
ويبقى إشكال قاعات السينما التي بلغ عددها أكثر من 340 قاعة عرض على المستوى الوطني،  وظلت مغلقة في وجه الجمهور وعدم استغلالها منذ أكثر من 20 سنة، باستثناء قلة قليلة لا تتجاوز ال80 قاعة وطنيا، كأحد العوامل غير المساعدة على الإطلاق للنهوض بالسينما الجزائرية،فالمار بهذه القاعات، وهي مغلقة ومعرضة للإهمال التام ،يجعله يشعر بكل الحسرة والألم ،كما هو الحال في 4 قاعات سينما مغلقة بسطيف، منذ سنوات طويلة  وحتى في المناسبات لا تستغل ،وهي متروكة تواجه مصيرها المحتوم .
في حديثنا مع بعض باعة الأشرطة السينمائية ،صرحوا كلهم أن هذه المهنة في طريقها إلى الزوال، فيعد غلق قاعات السينما، استنجد بهم الجمهور المتعطش للفن السابع لسنوات ،من اجل اقتناء كل جديد ،خاصة من الأفلام الأجنبية الغربية الجديدة ،لتعرف الظاهرة خمولا كبيرا، إذ أصبح الجميع يشاهد ما يريد عبر قنوات التلفزيون المتخصصة وعبر الانترنت،  وفي هذا الإطار نرى انه من الصواب  خلق قناة متخصصة لبث الأفلام الجزائرية ،وهو ما يشجع الجمهور على متابعة الإنتاج الوطني ،وهذا بدوره سيعمل على تشجيع المواهب من المخرجين الشباب لمزيد من الإنتاج السينمائي، وإلا فان السينما الجزائرية ستظل على حالها بعيدة عن كل التطلعات.
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024