احتضنت دار الثقافية أبو القاسم الشابي بمدينة زغوان التونسية من 05الى07 افريل الجاري فعاليات الملتقى 25 لأيام الإبداع المغاربي، شارك فيه أدباء و شعراء و أكادميون من تونس الجزائر المغرب و موريتانيا، كما حمل شعار « الرواية و الأنساق السوسيو- ثقافية
« كان الهدف منه، حسب الروائي المحسن بن هنيىة رئيس فرع زغوان لاتحاد الكتاب و الأدباء التونسيين «تدعيم التواصل بين مبدعي المغرب العربي روائيين ونقّادا ومثقفين، وإثراء المنجز النقدي حول الرواية من خلال ما سيقدم من بحوث ستكون مدار نقاشات ثرية ومتنوّعة.
كشف الروائي المحسن بن هنيىة في تصريح لـ « الشعب» « أن اختيار الرواية كموضوع لندوة الملتقى الدوري للإبداع المغاربي « كان مؤشر على أهمية الرواية كجنس أدبي ما فتئت سلطته تجتذب إليها المبدعين من شتّى المجالات الأدبي والفنّي ومن مجالات أخرى، باعتبارها ، يقول «الجنس الأدبي الأرحب القادر على استيعاب إشكاليات هذا الواقع المعولم، وما تطرحه على الذات في علاقتها بالآخر من تحديات وما تحوق بهويته في شتّى تنويعاتها من مخاطر.»
وأشار الروائي بن هنية في ذات السياق إلى أن الرواية هي ذلك الجنس الأدبي الأكثر انفتاحا على غيره من الأجناس الأدبية وغير الأدبية، كما الأكثر قدرة على محاورتها ومجادلتها في سياق توظيفها عناصر تكوينية تسهم مترافدة ومتنافذة في تشكيل عوالمه الممكنة».
فالرواية، يضيف بن هنية
«جنس أدبي» تنفتح على مختلف الأنساق التي تنبني عليها منظومة الحياة الإنسانية السوسولوجية منها والثقافية والسياسية والدينية والحضارية وغيرها من الأنساق التي تسهم مجتمعة ومتفاعلة ومتضافرة في تشكيل نسيج منظومة الإنسان في الوجود.»
وأمام تعدّد الأنساق التي تنبني عليها الرواية وتنوّع مجالات انتمائها فإنّنا، يقول « آثرنا البحث في علاقة الرواية بنسقين منها، وهما النسق السوسيولوجي والنسق الثقافي. حيث تتعالق الرواية مع مكوّنين أساسيين من مكوّنات عوالمها الممكنة. فالرواية في علاقة عضوية مع الأنساق الإجتماعية في شتّى تنويعات عناصرها التكوينية، ممثلة في أحكام البيئة وأنساق أعرافها وعاداتها وتقاليدها وتراثها في مختلف روافده وتجلياته، كما أنها -أي الرواية- في علاقة عفوية بالأنساق الثقافية : المحلية منها والإقليمية والإنسانية، في شتّى مجالات انتمائها الثقافي.»
وقد تطرق النقاش خلال الملتقى يقول الروائي بن هنية في تصريح لـ» الشعب» لإشكالية الأساسية : الرواية والأنساق السوسيوثقافية وما يتفرّع عنها من إشكاليات نظرية وإجرائية في محاور كبرى أهمّها، النسق : الماهية والمفهوم والأنواع، الرواية والأنساق السوسيولوجية الرواية والأنساق الثقافية وأخيرا الرواية وأنساق القراءة والتلقّي.
وقد كان الملتقى مناسبة أيضا لتكريم الفائزين في مسابقة القصة القصيرة التي دعا إليها فرع زغوان لاتحاد الكتاب و الأدباء التونسيين وجمعية ثقافية محلية، بداية السنة الجارية.