إستمتع الجمهور التلمساني العاشق للفن السابع وعلى مدار 1ساعة و55 دقيقة بعرض لأول مرة بعاصمة الزيانيين وإحتضنت قاعة السينما جمال الدين شندرلي للفيلم زوس الذي هو من إنتاج مشترك بين الجزائر و البرتغال و يروي حياة و آهات و معاناة رئيس البرتغال مانوييل تيكسيرا غوميز 1862 1941 و السنوات العشرة التي قضاها منفيا هنا بالجزائر و بالضبط بأحد فنادق ولاية بجاية .
مدير إنتاج الفيلم عبد الفتاح حكيم اعطى صورة مفصلة عن الفيلم مجيبا بعاصمة الزيانيين على أسئلة الصحفيين و عاشقي السينما . كما رد على استفسارات منخرطي نادي درب السينما المنظمة لهذه التظاهرات و العروض السينمائية حيث كشف منتج الفيلم في تصريح لجريدة «الشعب» أن تكلفة الفيلم قد بلغت 800 مليون دج ( 08 ملايير سنتيم)، و تم تصوير المشاهد بولاية بجاية و كذا بالقصر الرئاسي الحقيقي للبرتغال حيث تأثر كثيرا الجمهور التلمساني بمشاهد معبرة ومنهم من ذرف الدموع لمدى قوة الرسائل وهو يتابع عن قرب مسار الرئيس البرتغالي وكيف كان يشغل منصب كاتب ثم تحول إلى المسؤول الأول للبلاد ولم يتحمل الضغوط الكبيرة و إختار الجزائر كآخر محطة لحياته و دفن بها. لكن و بطلب من عائلته تم نقل رفاته إلى بلده الأصلي البرتغال .
يظهر الفيلم ادق التفاصيل عن الرئيس البرتغالي وكيف قضى مدة طويلة ببجاية دون علم اهلها بمكانته ومعرفة ان هذه الشخصية هو رئيس البرتغال المنفي، و بعد عدة سنوات قدم أحد الصحفيين البرتغاليين من أجل إجراء حوار صحفي معه وهنالك كانت المفاجأة بالنسبة لمواطني ولاية بجاية و كذا بالنسبة لمسيري وعمال الفندق الذي كان يقطن به. عودة لأحداث الفيلم حيث تناول المخرج البرتغالي باولو فيليب حياة مانويل تيكسيرا هذا الرئيس المسافر الذي تخلى عن السلطة سنتين بعد انتخابه بطريقة حرة
و ديمقراطية. ركز المخرج في تصوير هذا الفيلم الذي أسند الدور فيه الى الممثل البرتغالي سيندي فيليب على أحداث واقعية لحياة رجل الدولة هذاو الديبلوماسي و الكاتب في نفس الوقت.
يبدأ الفيلم بمشهد حول الاضطرابات السياسية التي سبقت استقالة تيكسيرا من رئاسة الجمهورية حيث رجح العقل على السياسة و قرر التخلي عن الحكم واثر ذلك غادر البرتغال على متن سفينة تحمل اسم « زوس».
تناول الفيلم مطولا اقامة غوميز ببجاية و بالضبط بفندق « النجمة» بمجرد نزوله بميناء المدينة، وقد أقام غوميز الذي سحرته المدينة بمناظرها
و سكانها علاقة صداقة مع مقران عامل بالفندق. كما تطرق المخرج الى يوميات الرئيس بمنفاه بغرفته (الفندق) حيث كان يكرس وقته للمطالعة
و الكتابة الادبية. ولم يكن البجاويون يدركون أن رئيسا يقيم بهذا الفندق الاستعماري الا بعد الزيارة التي قام بها صحافي برتغالي الى المدينة. علما أن غوميز كتب في سنة 1938 مؤلفه « ماريا أديلاييد» احدى روائعه الأدبية.ََ