أكد المشاركون في الملتقى الوطني حول شخصية الشاعر الشيخ قدور الزرهوني، المنظم بدار الثقافة بتلمسان، على أهمية تشجيع البحث العلمي في ميدان التراث الوطني الشعبي.
أوصى أكاديميون من تلمسان ومعسكر و الأغواط والجلفة والمسيلة وعين تموشنت وسعيدة خلال هذا اللقاء الذي نظم من قبل المخبر الجامعي لجمع الأرشيف حول الشعر الشعبي بالاشتراك مع مركز الفنون والمعارض بتلمسان، بإدماج الدراسات حول الشيخ قدور بن عاشور وشخصيات تاريخية أخرى تركت بصماتها في مجال الشعر الشعبي الوطني والموسيقى والحياة الدينية في الدراسات الأكاديمية والأبحاث، من أجل تثمين هذا التراث الشعبي. كما اقترحوا في هذا الإطار إعادة كتابة التاريخ من خلال الإرث التراثي الشعبي والتاريخي وكذا تشجيع المزيد من الأبحاث العلمية وتنقل الباحثين من أجل استرجاع الأعمال والمراجع المنجزة في الخارج من قبل شخصيات جزائرية.
يأتي هذا الملتقى لنفض الغبار عن هذه الشخصية لمدينة ندرومة الشيخ قدور بن عاشور، الذي كتب حوالي 3 ألاف قصيدة منها 200 قصيدة فقط مجمعة في كتاب حيث أن أعماله المشهورة قد تم اقتباسها فنيا من قبل الشيخ الغفور والعنقة في طابعي الحوزي والشعبي، كما تم إبرازه خلال هذه التظاهرة.
كما سمح هذا اللقاء بإسهام المحاضرين من مختلف جامعات الوطن بتحليل البعد الصوفي لقصائد الشاعر قدور بن عاشور وبنائها وكذا التطرق الى محاور ذات صلة مثل الحركة الصوفية في ندرومة خلال القرن التاسع عشر ودور الزوايا في المحافظة على الشخصية الوطنية خلال حقبة الاستعمار الفرنسي وغيرها. ولد الشيخ قدور بن عاشور في 1850 وسط عائلة محافظة حيث درس القرآن الكريم واللغة العربية قبل أن يحترف الشعر الشعبي والموسيقى. في 1926 توجه للعيش في تلمسان، أين كان ينشط في تعليم الشريعة الإسلامية مع تعلقه بالصوفية. وقد توفي في 6 جوان 1938 بندرومة بعد مشوار حافل. كما تم خلال ذات اللقاء عرض فيلم وثائقي حول تظاهرة «تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011» منتج من قبل وزارة الثقافة.