لا يولد العظماء وهم عظماء، بل يولدون كسائر الناس، ولكن هم يصنعون العظمة لأنفسهم بأنفسهم. فالعظمة لا تُباع ولا تُشترى بل تُصنع)
فقديماً كان الرواد العرب الأبرز والأشهر بالعالموكانوا هم الروّاد الأوائل لتقدم البشرية،فكل العالم يعرف ما قدّمه علماؤنا العرب الذين عاشوا في العصور الوسطى، فكانت لهم إنجازاتهم التي امتدت على مساحات الدولة الإسلامية من الأندلس غرباً وحتى تخوم الصين وروسيا شرقاً، وهم ما اصطلح على تسميتهم بعلماء عصور الدول الإسلامية.
وربما يتفق البعض معي أو لا يتفق على أن ظاهرة العلماء ، والتجارة بالعلم تقتل طموحات الأجيال ولاشك أن للشعوب دورا في الاستبداد والضعف ،مما حدا بهم إلي الاستخفاف بها في طور الصراع الطبقي إذ استطاعت البرجوازية الأيدلوجية باللعب والقفز والمحافظة على بنيتها الذاتية بنفيها لذاتها شكليا،وذلك حين تسربلت بالسلبية في مواجهة العولمة الماحية للحضارة العربية ،ربما نتفق جميعا على أن الأجيال الحالية في مجتمعاتنا هي الأكثر عرضة للمتغيرات التي عصفت بالكرة الأرضية سواء منها التغيرات السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو العلمية أو ما يتعلق منها بوسائل الانتقال أو الاتصال سقطت سقوط التكرار،والهوة إنما تدل على انعكاس العلماء من مواقف السابقين حين تشبثوا بميراث عصور الانحدار،ومادمنا في نطاق التاريخ والمجتمعات البشرية.، فنحن شئنا أم لم نشأ في نطاق التغير والحدوث ولسنا في نطاق الثبات والديمومة ،ليكن الأبقى هو منطق عملية التغيير الذي قامت به مجتمعات نامية أخري بإعادة بناء التراث كوعاء لتقدم أمتنا وجب علينا تأسيس علوم اجتماعية تعترف بخصوصية الشعوب وبقدرتها علي الإبداع بما لديها من رصيد تاريخي طويل وتجارب معاصرة، لكن هيهات فقد استفاد تيار التبرير والمسايرة بعيداً عن النظريات الليبرالية والشمولية والاشتراكية ولعبة التنافي في إطلاق العقل العربي من فرض نظرية المعاناة الصامتة وتجارة الأعلام في أشكال الضوء أدت إلى تشفير أشعة العلم ولا أدَّعي أنني على معرفةٍ ودرايةٍ بكل المواضيع بل إنني كنت على اطّلاع جيد لفترة من الزمن لكن يمكنني القول.
.إن من الأزمات الموجودة بالفعل في كيان أمتنا قضية التجارة بالعلم، ونحن لدينا أمثلة حقيقة مؤلمة وكثيرة جدًّا تمثّل ظاهرة وليس مجرد حالات في نطاق الثقافة والأدب .حتى ولو صدرت عن شخصيَّات معروفة ومقدَّرة في المجتمع دون سببٍ فعلي لذلك .
فلماذا السَّعي من دون طائل وراء ادعاء أننا نفقه كيف يطالبون؟