امتزاج الشعر العربي الفصيح ببحور الشعر الحساني تحت أنغام «التيدينيت»
شكل «ملتقى المقار الثقافي» في طبعته الأولى وجهة ثقافية بتندوف معيدا الى الاذهان قيمته الكبرى التي كسبها منذ سنوات السبعينيات. الملتقى الذي احتضنته المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية «د.أبو القاسم سعد الله» تشارك فيه قامات تألقت في سماء الأدب والإعلام من الجزائر والجمهورية الصحراوية.
المناسبة الأدبية التي تُجرى لأول مرة بولاية تندوف اختار لها المنظمون شعار « أكتب لتكون»، وهي بادرة تأتي بالتوازن مع التظاهرة الثقافية العالمية «عالم بلا جدران».
«أمومن مرموري» والي تندوف اعتبر «ملتقى المقار الثقافي» بمثابة لبنة أخرى تضاف إلى الكم الهائل من التراث الثقافي المحلي والوطني الذي تزخر به بلادنا، موضحاً بأن فكرة إقامة «المقار» في شقه الثقافي بالإضافة إلى الاقتصادي الذي ستحتضنه الولاية في الأشهر القادمة يجعل من الولاية محطة لاستقطاب النُخب الثقافية الوطنية، مؤكداً على ضرورة العمل على الاستثمار في مثل هذه التظاهرات والملتقيات الثقافية من خلال تفعيلها بالشكل الذي يخدم «السياحة الثقافية» بشقيها المادي واللامادي بما يضمن سياحة ثقافية مستدامة.
أشار والي تندوف إلى أن الظروف اليوم باتت ملائمة لتحقيق سياحة ثقافية مبنية على أسس قوية، فافتتاح المعبر الحدودي البري بين الجزائر و موريتانيا و ما له من أبعاد اقتصادية، اجتماعية و ثقافية و التوجه العام للدولة القاضي بالرقي بالسياحة سيشكلان دعامة حقيقية نحو تحقيق نشاط وحركية مستدامة.
الدكتور «عاشور فني»، أوضح أن البعد الثقافي الإسلامي كان الجامع للأبعاد الثقافية والإثنية الأخرى، من عرب، أمازيغ و أفارقة انصهروا في بوتقة واحدة هي بوتقة الوطن.
و أشاد المتحدث بما تزخر به مكاتب المخطوط بتندوف و الكم الهائل من الكتب و الرسائل و العقود التي تحتوي على قيمة علمية و تاريخية لا تقدر بثمن، داعياً الى التعريف بهذه الكنوز الثقافية و إعطاء المزيد من الاهتمام لهذا الرصيد الثقافي المكتوب، و هو ما سيفتح أفقاً تكرس للثقافة العالمية من خلال التظاهرة الثقافية «عالم بلا جدران» الذي يحتفي بهاالعالم، و الذي كانت الجزائر دوماً عنصراً فاعلاً فيه.
أدباء، شعراء و إعلاميون من ولايات الجزائر، البليدة، تيبازة، تيزي وزو، بشار، أدرار و تندوف بالإضافة إلى أسماء لامعة في الشعر الحساني من الجمهورية الصحراوية أبدعوا في قراءة نصوص أدبية وقصائد شعرية بمختلف اللهجات و الطبوع أبهرت الجمهور و سافرت به في عوالم ثقافية مختلفة، حيث امتزج الشعر العربي الفصيح ببحور الشعر الحساني على أنغام آلة «التيدينيت».