انتهى المخرج المسرحي مسعي أحمد نبيل من إعداد عمله المسرحي الجديد «العد العكسي للخنجر « وهو العمل الذي يمكن أن يكون، الأكثر امتلاء بالشر، والأكثر احتفالا به حتى من دون أن يكون محبّذا بمعنى أن ماكبث هو الشخصية الإنسانية الأولى في تاريخ التي جعلت من الشرّ موضوعا لها، الشرّ كمسؤولية بشرية لا كمسؤولية آتية إلى الإنسان من خارجه.
غير أن الجديد هنا، أن الإنسان له نوازع نابعة عن الإرادة البشرية، تتجلى في خيانة الجميع حتى الليدي وتعيش حياتها بدونه، لا تعود مشيئة الأقدار قابلة للتنفيذ، إلا عن طريق العد العكسي للخنجر، فإن الجشع البشري الذي تمثله الانتقال بين شخصيتين الأولى يدعي انه الأسطورة والآخر الباطن المتحوّل والمتذبذب من هنا ليس غريبا، أن تكون إحدى أكثر عبارات المسرحية إثارة، تفتن إنسان اليوم وتضعه أمام أسئلة حائرة.
لقد نجح المخرج والممثل في رسم حركة دائمة وحيوية على الخشبة، استطاعا من خلالها إشغال الزمن والمكان بدراما واقعية حية تتشابك مع واقع الجمهور المعاش. كما يسعى المخرج « إلى تسليط الضوء على هذه الحقبة المهمة من التاريخ والتعريف بملامحها في قالب مسرحي درامي، مما يجعل عمله الجديد «العد العكسي للخنجر «، جديرا بالتتبع من طرف جمهور المسرح».
العمل المسرحي من إخراج مسعي أحمد نبيل، تأليف الكاتب المبدع علي عبد النبي الزيدي وتشخيص حذيفة طليبة وقام بالسينوغرافيا أحمد الأبيض، المراقبة التقنية لمين العايب، إنتاج نادي مسرح الإقامة الجامعية المجاهد موساوي مبروك بالوادي.