يرتقب أن تكون سنة 2019 بعاصمة الاوراس باتنة، سنة إعادة الاعتبار لمختلف المعالم الأثرية والتاريخية التي تشكل جزءا كبيرا من الذاكرة الجماعية للجزائريين، وحلقة مفصلية من تاريخهم الضارب في أعماق التاريخ.
حيث أشارت مصادر عليمة من مديرية الثقافة للولاية استئناف عملية حماية الضريح النوميدي العريق إمدغاسن، من خلال استكمال الدراسة التقنية الخاصة بإعادة الاعتبار لمخطط حمايته من مختلف المخاطر الطبيعية والبشرية وغيرها ليبق معلما شاهدا على حقبة تاريخية هامة للجزائر، والتي توقفت منذ سنة 2012 لعدة أسباب زادت من تدهور الضريح الذي يبق عرضة لمختلف عمليات إتلاف محيطه سواء من طرف الزوار او الظروف المناخية.
وكان عدد من الخبراء في علم الآثار القادمين من الإتحاد الاوروبي قد زاروا موقع المعلم النوميدي المتواجد ببلدية بومية بدائرة المعذر على بعد حوالي 30 كلم غرب مدينة باتنة، وأكدوا إمكانية ترميمه والحفاظ عليه، من خلال إجراء عملية المعاينة الميدانية في مرحلتها الثانية والتي جاءت عقب المصادقة على دراسة مخطط حماية وتأمين المعلم الأثري النوميدي إمدغاسن بهدف إعادة الاعتبار لهذا المعلم التاريخي المصنف عالميا.
وقد باشرت مصالح مديرية الثقافة اتصالات مع مكتب دراسات متواجد بالجزائر العاصمة مختص في الآثار والذي قدم ملفا كاملا لعملية حماية الضريح وتمت الموافقة عليه، بعد تعهده برفع بعض التحفظات التي قدمت مديرية الثقافة، ليتم الشروع في المرحلة الأخيرة للحماية والتي ستكون حول كيفية التعامل مع المحيط الخارجي لهذا المعلم الأثري وطرق حمايته خاصة.
والجدير بالذكر في الأخير، أن الضريح الأثري النادر بإفريقيا ، حسب بعض المؤرخين، قد بناه أحد ملوك الأمازيغ في حوالي القرن الثالث قبل الميلاد كشكل من القبور المتطورة خلال حكم الملوك البرابرة في تلك الفترة لمّا كان حكمهم ممتدا من مراكش غربا إلى السودان شرقا، وقد بني على شكل مخروطي يرتكز على قاعدة اسطوانية، ويزينه 60 عمودا بعلو 19 مترا.