تواصلت، أمس، بولاية بجاية الاحتفالات بأول يوم من يناير 2969، رأس السنة الأمازيغية، في أجواء من الفرح، الوئام، والتآخي، وذلك من خلال برنامج حافل بالنشاطات الثقافية والرياضية بمشاركة مختلف المديريات المحلية والجمعيات، حيث سمحت المعارض المنظمة في هذا السياق إبراز الثراء والتنوع الثقافي والتراثي، على غرار المنتجات الحرفية، المهن التقليدية، فن الطبخ، الزي التقليدي والمنتجات المحلية.
وحسب تصريحات نادية من جمعية حماية التراث، لـ’الشعب’: «إن هذه المناسبة تندرج في إطار الهوية التي نحتفل بها عبر كامل التراب الوطني، وذلك باستعمال مختلف العادات التي تشترك في تحضير مأدبة كبيرة وتوزيع الحلوى على الأطفال، ولم تقتصر النشاطات الاحتفالية بيناير على عاصمة الولاية فقط ، بل كانت على كافة الفضاءات الثقافية ودور الشباب ومؤسسات أخرى معنية بالثقافة والشبيبة والرياضات بنواحي مختلفة’.»
داود زوهرة من عرش ‘أيت بيمون’ يقول في نفس السياق، ‘ما زلنا نحافظ على الاحتفال بمناسبة يناير، حيث تقوم ربات البيوت بتحضير عشاء ‘يناير’ من خلال تحضير عدة أطباق باللحم والدجاج، وبعد انتهاء العشاء يتفاءل أفراد العائلة بسنة مليئة بالخيرات والأرزاق، وفي السهرة تجتمع النسوة بينهن حول طاولة الشاي مرفوقة بالخفاف والمسمن، ويرددن الأغاني الخاصة بتراث منطقة القبائل، كما يتم توزيع الحلويات والمكسرات على كل الحاضرين والتضرع إلى الله وشكره على نعمه’.
وفي نفس السياق، واصلت مختلف الجمعيات تنظيم معارض متنوعة وثرية، وقد أكد السيد بن حموش من جمعية ‘ريكي’، يمثل الاحتفال بيناير فرصة لاستحضار حضارة الأمازيغ، الذين يعتبرون رأس كل السنة الأمازيغية يوما متميزا في حياتهم، حيث يمثل نهاية مرحلة والشروع في مرحلة جديدة، ويحذوهم الأمل أن تكون أفضل من سابقاتها تيمنا بسنة فلاحية وفيرة المنتوج، وهي محطة تاريخية تثمل معلم وأصالة الأمازيغ.
وبالمنطقة الشرقية للولاية، احتفل سكان قرية جبيرة، برأس السنة الأمازيغية ببرنامج متنوع، حيث أكد السيد خوفاش أحد أعيانها، أن مظاهر الفرحة بحلول السنة الأمازيغية الجديدة تتنوع، وهي التي تتعدى في عمقها المظاهر الاجتماعية إلى رؤية عميقة دلالتها أن الفلاحة كانت دوما في صدارة اهتمامات أجدادنا، وهنا تحرص معظم العائلات على جمع الأعشاب الطبيعية من البراري، ليتم إضافتها للخبز التقليدي والأطباق الشعبية.
