أدركت مسابقة عمر نفسي للتصوير الفوتوغرافي لمكنونات المحمية الطبيعية لجبل شنوة التي أطلقتها كل من المحافظة الوطنية للساحل بتيبازة بمعية محافظة الغابات ودار البيئة مرحلتها الثالثة والأخيرة، بتنظيم رحلة موجهة لفائدة 20 مصورا خلال الأسبوع الفارط.
حسب ما أشارت اليه المكلفة بملف التوعية والتحسيس بفرع تيبازة للمحافظة الوطنية للساحل بن يحيى حميدي أسيا، فإنّ المسابقة تنظم تكريما لروح الفقيد عمر نفسي الذي ترأّس جمعية أصدقاء جبل شنوة لسنوات طويلة، وناضل بشراسة وإخلاص من أجل الحفاظ على مكنونات المحمية الطبيعية لجبل شنوة إلى أن وافته المنية ذات يوم وهو في أوجّ عطائه. كما تعنى المسابقة أيضا في جانب هام منها بالتوعية والتحسيس بأهمية الحفاظ على مكونات المحمية الطبيعية لجبل شنوة، خاصة وأنّها تنفرد باحتواء عينات نباتية وحيوانية نادرة تعتبر في الواقع في حاجة ماسة للحفاظ عليها، ومن ثمّ فقد أكّدت محدثتنا على أنّ الهدف الرئيسي من ذات المسابقة الفريدة من نوعها يكمن في تحسيس المجتمع المدني والمواطنين عامة بقضايا التنوع البيولوجي المتواجد بالمحمية الطبيعية لجبل شنوة، وأهميته في حياتنا اليومية مع العمل على الحفاظ عليه، كما اشارت المتحدثة الى كون موضوع المسابقة يعنى بالدرجة الأولى بالموارد البيولوجية بذات المحمية، وتأثير الانسان السلبي أو الايجابي عليها، وهي مفتوحة لكل مصور محترف أو هاوٍ يتجاوز سنه 18 سنة بتاريخ انطلاقها.
ولأنّ المسابقة تعنى بالاكتشاف والفضول والتعرّف على المحمية الطبيعية لجبل شنوة، فقد حرصت الجهة المنظمة التي تشمل كلا من المحافظة الوطنية للساحل ومصالح الغابات ودار البيئة على تنظيم رحلات موجهة بقيادة المرشد عبد القادر سرحان، الذي يدرك كل الخبايا والمسالك التي تزخر بها المنطقة، بحيث انطلقت الرحلة الأولى من منطقة سيدي موسى باتجاه أعالي الناظور في الفاتح من ديسمبر بمشاركة 24 متسابقا، فيما انطلقت الرحلة الثانية في الخامس عشر من ديسمبر من دوار بوراس نحو منطقة لالا ونزة بمشاركة 20 متسابقا،
وانطلقت الرحلة الثالثة يوم 22 ديسمبر من شاطئ الصنوبر باتجاه أعالي جبل شنوة بمشاركة 16 متسابقا، وكشفت هذه الرحلات مجتمعة مدى تأثير الانسان السلبي على الجبل من خلال حرائق الغابات التي تأتي على الأخضر واليابس والنفايات الصلبة التي يلقى بها عبر مختلف المسالك بعيدا عن أعين الرقابة، إضافة الى عدّة تجاوزات أخرى تقتضي مساهمة مختلف الجمعيات الفاعلة لمباشرة قدر كبير من التوعية والتحسيس في الأوساط الاجتماعية للتقليل من التداعيات السلبية لهذه الظواهر السلبية.
ولغرض تثمين الأعمال المنجزة من طرف المصورين المحترفين والهواة، يرتقب تشكيل لجنة تحكيم متخصصة هذه الأيام لانتقاء أحسن الصور ومكافأة أصحابها في حفل رسمي يفترض بأن يقام على هامش احتفالات يناير القادمة، حسب ما علمناه من المرشد عبد القادر سرحان، غير أنّ القرار النهائي المتعلق بهذا الشأن سيتم البث فيه من طرف لجنة التنظيم التي تضم محافظة الساحل ومصالح الغابات ودار البيئة، وفقا لرزنامة النشاطات المرتبطة بها.