محمد بختي مؤلّف ومخرج «معروض للهوى» :

تركت النّهاية مفتوحة لكي تستمر حياة الشخوص

أسامة إفراح

من العروض التي اعتلت ركح محيي الدين باشطارزي عرض مسرح وهران الجهوي، الذي حضر إلى المهرجان الوطني للمسرح المحترف بمسرحية «معروض للهوى»..تنطلق المسرحية بشاب نائم، يستيقظ أو يخيل له ولنا ذلك، ولا ندري إن كان نومه متواصلا أو أنه يغفو ليستريح من سفر متعب، ثم يسمع صوت خطوات شخص تقترب، ويجد في صاحبها حالما محبا للخير ولكن غريب الأطوار يتصرف وكأنه آت من الماضي البعيد.
هي قصة شخصين، الأول حالم ويركض وراء قيم إنسانية كونية، حيث يحدثنا عن الحب والكرامة وهي قيم عالمية. أما الثاني فهو مادي أكثر، ولكن بالتفاعل والاحتكاك مع الشخص الأول سيبدأ بالتغير والتطور. هكذا يصف لنا المخرج وكاتب النص محمد بختي مسرحيته، التي أرادها عرضا ميزته البساطة في اللغة واقتصاد في السينوغرافيا، في قالب تعبيري ساخر.
وأضاف المخرج أن هذه هي النسخة الجديدة من العرض الذي كتب نصه بين 1988 و1990، وأنتج للمرة الأولى سنة 1991، وحاز على الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر، والجائزة الكبرى بالقاهرة، وكلتا الجائزتين كانتا سنة 1994.
وحسب المخرج فإن ما تغير في المسرحية هم الممثلون فيما بقي النص كما هو، والإخراج كذلك لم يتغير «لأنني كنت المخرج في النسخة الأولى أيضا»، يقول بختي، الذي يرى أن السياق لم يتغير وما يزال صالحا بدليل أن الجمهور تقبل العرض.
واعتبر بختي أن كل شيء واضح في المسرحية، فهي بعيدة كل البعد عن الرمزية، أما ترك النهاية مفتوحة فهو أمر متعمد، لأن هذه الشخصيات ستواصل حياتها ووجودها بعد انتهاء العرض، ولا شيء نهائي، وكل واحد من الجمهور سيحمل قراءته الخاصة للعرض. كما أن كلتا  الشخصيتين تحافظ على موقعها، فالأول يقول «إلى المغامرة» والثاني يقول «عمرك ما تغلط وتقول الكنز وين راه».
والمسرحية في حد ذاتها حلم، لأننا نرى في البداية كيف يكون البطل نائما على الأرض، فهل تدور أحداث المسرحية في رأسه؟ وهل هي فقط مجرد حلم؟ هو أمر ممكن.
وأكد بختي أنه يفضل الاعتماد على النص وأداء الممثلين، وقال إنه ترك لهم الحرية، ومع ذلك يقول بختي إنه اكتفى في العملية الإخراجية بقيادة الممثلين إلى الشخصيات كما يراها هو وكما يجب عليهم أداؤها، «بالنسبة لي فإن الممثل لا يجب عليه أن يعيش الشخصية وإنما أن يتكفل بها، وللقيام بذلك يجب عليه أن يدركه كما هو، ومهمتي هي شرح الشخصية لكي يؤديها الممثل كما ينبغي».
للتذكير، فإن «معروض للهوى» قد ساعد في إخراجها عبد القادر بلكروي، العنصر الوحيد المتبقي من الفرقة التي أدت النسخة الأولى للمسرحية مطلع التسعينيات، ونجد في السينواغرافيا حمزة جاب الله، أما الموسيقى فهي للزبير رحال، ومثل أدوار شخصيات هذا العرض كل من محمد دين المناني، عبد القادر بلكروي، حورية زواش، ليلى تلماتين، مصطفى مراتبة، يوسف قواسمي ومحمد أمين دادة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024