أكّد محمد يحياوي، محافظ المهرجان الوطني للمسرح المحترف ومدير المسرح الوطني الجزائري، في لقاء خصّ به «الشعب»، أن محافظته قامت فقط بتأجيل عرض «المينة» لمسرح بسكرة الجهوي، ونفى كل إمكانية أو نية لممارسة الرقابة، معتبرا ذلك متنافيا مع التقاليد المسرحية في الجزائر. وكان جدل كبير قد ثار حول «المينة»، وتعالت دعوات إلى الاحتجاج ضد ما سمّي «بالرقابة»، تواصلت رغم تأكيد المحافظة أن الأمر مجرّد تأجيل.
قال يحياوي إن عرض «المينة» لم يُلغ وليس من صلاحياتنا إلغاء العروض، أو تشكيل لجنة لمتابعة المسرحية قبل عرضها، والخلل الحاصل هو أن المسرح الجهوي لبسكرة تقدم بطلب قال فيه إن العرض غير جاهز في الوقت الراهن، وحتى ديكور المسرحية لم يصل قبل العرض وهو ما ألزمنا بتأجيله إلى يوم الخميس (اللقاء أجري مساء الإثنين)، وهو أمر عادي يحدث حتى في المهرجانات الدولية الكبيرة.
أما فيما يخص ما قيل عن ممارسة الرقابة، قال يحياوي: «ليس من دورنا ولا من صلاحياتنا أن نراقب الأعمال المسرحية، بل على العكس نحن نفتخر بأنّنا ننتمي إلى دولة لم تراقب يوما عرضا مسرحيا، وكان هنالك عروض أشد انتقادا وجرأة، ولم يوجد مسؤول استطاع إيقاف عرض منها»، مضيفا أن «المسرح ميزة من ميزات حرية التعبير في الجزائر».
وتحدّث يحياوي عن «ضجّة إعلامية» وراءها بعض الأشخاص، قال إن هدفهم «حاجة في نفس يعقوب»، خاصة وأن هؤلاء «يعلمون أن العرض غير ملغى» بل مؤجل، وهو ما تم تأكيده وإعلام الصحفيين به.
وأضاف بأن وزير الثقافة يتابع القضية «لأنه المسؤول الأول على القطاع وهو يتابع كل صغيرة وكبيرة في قطاعه، وقد تكلم معي الوزير ولكنه لم يطالب أبدا بإلغاء العرض»، يقول يحياوي، وكان الأمر من أجل الاستفسار «فمن حقه أن يعرف ما يحدث، وعلى العكس كان هنالك لقاء مع مؤلف المسرحية رشدي رضوان ومع مخرجها شوقي بوزيد، وتمّ الاتفاق على برمجة العرض في وقت مناسب». وأكّد يحياوي أن هذا التغيير لن يؤثر على البرنامج العام للمهرجان، كما أن المسرحية ستبقى في المنافسة الرسمية.
وأشار يحياوي إلى التعديل الذي طال القانون الداخلي للمهرجان، المتعلق بانتقاء العروض المسرحية، وهذا «يحفّزنا إلى القيام بتشكيل لجنة من محترفي المسرح الجزائري لانتقاء العروض المسرحية، خاصة مع العدد الهائل من المسارح والجمعيات والتعاونيات المسرحية»، وإذا كان عدد العروض المتنافسة هذه السنة هو 18 عرضا فقد يكون عددها أكبر السنة المقبلة، يقول يحياوي، مضيفا أنه تم استثناء المولونوغ ومسرحية ثنائية من منافسة مهرجان هذه السنة.
من جهة أخرى، اعتبر محمد يحياوي أن اليوم الوطني للمسرح، الذي أعلن عنه الوزير خلال افتتاح المهرجان، مكسب ثمين للمسرح والثقافة الجزائريين، وتوقّع أن يتم تحديد تاريخه في السنة الداخلة 2019.