أسماء من الجزائر العميقة.. وحديث عن «تدويل» الجائزة

شذرات.. من حفل الروائية العالمية «آسيا جبار»

أسامة إفراح

حين الكشف عن اسم الروائي الذي ظفر بجائزة آسيا جبار في شقها باللغة العربية، وحتى حين تسليمها، كانت الفائزة بها ناهد بوخالفة غائبة عن القاعة، وأكثر من ذلك لم يكن ناشرها محمد بغدادي حاضرا بدوره.. لم يفهم الحضور ما حدث، ولا سبب هذا الغياب، إلى أن حضرت المتوجة فيما بعد، واعتلت المنصة لتعتذر عن التأخير، ومزيج من الفرحة والارتباك يعتلي محيّاها، وهي تقول: «أنا آسفة.. لقد قدمت إليكم من تبسة».
ما حدث هوأن ناهد تاهت عن الطريق المؤدي إلى قصر المؤتمرات، واضطر الناشر إلى الالتحاق بها وبمرافقيها لاقتيادهم إلى القاعة أين يجري حفل توزيع الجوائز.. دفعنا ذلك إلى سؤال صاحبة رواية «سيران»، أن تحدثنا عن هذه «التبحيرة» (التيهان)، فأجابت: «هي من أسعد التبحيرات في حياتي.. كانت رحلة الطريق شاقة ولكن مثمرة جدا والحمد لله أن حصلت على اللقب الكبير هذا.. أشكر الناشر على ترشيح روايتي التي لم يخطر ببالي أصلا أن أرشحها». ولناهد رأيها في موضوع تركيز الكتاب على المحلية، وهي التي كتبت عن مدينتها تبسة، معتبرة أن القارئ المحلي محتاج إلى أن يسمع نفسه ويقرأ لنفسه أكثر من القراءة عن قضايا أخرى.
سألنا الناشر محمد بغدادي عن طريقة اختياره الأعمال التي يرشحها للجوائز ومنها جائزة آسيا جبار، وهوالذي رشح ثلاثة أعمال للتنافس على «آسيا جبار»، فعزا ذلك في البداية إلى خبرته في الميدان، مستدلا بكون هذه الجائزة ليست الأولى التي تحصل عليها دار النشر، كما أنه يعتمد على لجنة قراءة، وهويحرص على النصوص التي ينشرها حتى بدون جوائز، «فما بالك بالنصوص التي أرشها لجائزة»، يقول بغدادي.
آسيا جبار.. في طريقها إلى «التدويل»؟
بعد كلمته خلال حفل توزيع جوائز «آسيا جبار» للرواية، التي كشف فيها عن نية إنشاء مؤسسة تحمل اسم الرواية وتعنى بتنظيم هذه الجائزة التي ستتخذ بعدا دوليا، عاد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي إلى ذات الموضوع حين حديثه للصحافة، وقال إن حرصه كبير على أن تتجاوز الجائزة بعدها الوطني، «بل علينا أن نطورها وتقطع شوطا بأن يكون للجائزة بعدها الدولي».
وأضاف الوزير بأن اقتراح إنشاء مؤسسة تحمل اسم آسيا جبار هدفه أولا «تحرير المؤسستين الممولتين (آناب وإيناغ) لأنهما ناشران ويصعب على ناشرين إنشاء جائزة والفوز بها، فلضمان مصداقية أكبر لهذه الجائزة تكون هناك مؤسسة متكونة من كتاب ومثقفين وأسماء وازنة في الثقافة الجزائرية وحتى الأجنبية، لأن آسيا جبار اسم عالمي، وسنعمل على تحقيق هذا في الطبعة الخامسة، وهناك استعداد وضمان دعم لهذه الجائزة، لأن فيها تظهر صورة الثقافة والأدب الجزائريين».
ولكن تصريح الوزير يدفعنا إلى التساؤل عن مدى احترام هذا المسعى للهدف الأول والأصلي من تأسيس جائزة آسيا جبار، الذي كان منذ طبعتها الأولى «سد الفراغ الذي تعرفه الساحة الثقافية الجزائرية»، بغياب جائزة وطنية أدبية محترمة، ما دفع كتابنا وروائيينا إلى المشاركة في مسابقات خارج الجزائر. أم أن شكل الجائزة الدولي سيتضمن شقا وطنيا يخصص للكتاب المحليين؟ من جهة أخرى، كيف سيتم تأسيس المؤسسة؟ هل ستعين الأسماء بطريقة عمودية أوتختار بشكل أفقي على غرار العديد من المؤسسات المشابهة في العالم التي تأسست كجزء من المجتمع المدني؟ وكيف ستستقبل الساحة الثقافية قرار «تدويل» الجائزة في وقت تعيش الثقافة الوطنية شحّ الموارد المادية؟

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024