أكد محمد بن مرزوقة رئيس الملتقى الوطني الأول بعنوان السرد والنقد السردي وتحولات ما بعد الحداثة في الجزائر المنظم أول أمس، من طرف كلية الآداب واللغات بجامعة المدية، بأن هذا الملتقى يأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الأدوات والإجراءات المعتمدة في الدراسات الحديثة السردية وما بعد الحداثية على المستوى النظري والتطبيقي.
“كما يتطلّب الكثير من الحيطة والحذر في التعامل مع المصطلحات المقبولة وغير المقبولة على حدّ السواء، إضافة إلى ضرورة العودة إلى تاريخ الفكر الحداثي الذي دخل الواقع النقدي بدءا بأواخر القرن 18 وبداية القرن 19، محدثا ثورة نقدية جديدة ما لبث أن تجاوزها الفطر النقدي نتيجة التحول الثقافي والوعي المعرفي اللذين فرضتهما الأنظمة الفلسفية المرتبطة بفكر العولمة.
أوضحت الأستاذة صالحة عوادي من كلية الأدب والفنون بجامعة الشلف في محاضرة لها بعنوان “الأفق الحداثي للنقد السردي في الجزائر وتداعيات أزمة المصطلح” بأن أزمة المصطلح في النقد الجزائري المعاصر ترتبط بمجموعة من النقاد وعلى رأسهم عبد المالك مرتاض، عبد الحميد بواريو، رشيد بن مالك، والسعيد بوطاجين وغيرهم، معتبرة بأن الإشكال الذي يواجه الباحث في العملية النقدية هو تعدّد المصطلح السردي، مع الإفصاح من عدمه عن المرجعية التي يتبناها الناقد في وضع المصطلح.
وقالت من جهتها الدكتورة فطيمة بن ربيعي من جامعة المدية في مداخلتها بعنوان “ايديولوجيا الخطاب السير ذاتي “ سيرة المنتهى ـ حارسة الظلال” للكاتب واسينى الأعرج، بأنه” يتجلي الأثر الإيديولوجي في الخطاب السردي الحداثي كمؤشر للخلفية التي يتكئ عليها المبدع في بناء نظرته الفنية للتجربة الإنسانية بصفة عامة، مضيفة أنه يستشف ذلك الخيط الذي يربط بين أعماله ويشدّها إلى بعضها، ونقصد هنا البعد الايديولوجي التاريخي والثقافي “الموريسكي” فهو يعمل على ترسيخ معالم هويته الموريسكية من خلال استحضارها في الشخصيات الجزائرية أندلسية الأصل.
هذا وبرمجت اللجنة العلمية بهذا الملتقى على مدار يومين 53 محاضرة لأساتذة جامعيين مشاركين من داخل وخارج الولاية.