من بين العروض التي انتظرها وحضرها بقوة جمهور الطبعة 9 من مهرجان الجزائر الدولي للسينما: «أيام الفيلم الملتزم»، الفيلم الوثائقي الطويل «انريكو ماتاي و الثورة الجزائرية « للمخرج الجزائري علي فاتح عيادي، والذي تلاه نقاش غني بحضور الأسرة الثورية ومحبي الفيلم الملتزم، سهرة الأربعاء بقاعة ابن زيدون، بديوان رياض الفتح بالجزائر العاصمة.
عبر المخرج الجزائري علي فاتح عيادي، في تصريح لـ «الشعب « انه يعتز و يفتخر كون فيلمه الوثائقي «انريكو ماتاي والثورة الجزائرية « هو الانتاج الجزائري الوحيد المبرمج، خلال الطبعة 9 لمهرجان الجزائر الدولي للسينما أيام الفيلم الملتزم في اطار المسابقة على الجائزة الكبرى.
أشار عيادي أن فيلم «ماتاي والثورة الجزائرية» يدخل ضمن سلسلة الأفلام الوثائقية التي يقوم بإعدادها تكريما لأصدقاء الثورة الجزائرية، مضيفا انه ساهم بقدر كبير في تمويل فيلمه هذا من ماله الخاص، كما أن العمل على جمع المعلومات عن هذا البطل في الجزائر و ايطاليا تطلب الكثير من الوقت و الجهد.
اضاف عيادي أن هذا البطل استحق هذا الوثائقي لأنه كان له الفضل الكبير في تجنيد الطبقة السياسية الايطالية لمساندة قضية الشعب ونضاله من أجل استرجاع السيادة الوطنية و كذا تدعيم الجزائريين بوثائق جد هامة حول النفط، ساعدتهم على التغلب على الفرنسيين، خلال لقاءات معاهدات ايفيان الشهيرة.
عن جديده الفني، قال عيادي، انه بصدد التحضير لفيلم وثائقي درامي عن حياة ومسيرة المجاهدة الكبيرة زوليخة وداي، أول امرأة مسؤولة سياسية و عسكرية إبان ثورة التحرير الوطني، بمنطقة شرشال.
للإشارة، فقد يحكي الفيلم الوثائقي، خلال 53 دقيقة قصة «أنريكو ماتيي» مع الثورة الجزائرية، ويسلط الضوء على مسيرة هذا الرجل، مؤسس الصناعة النفطية الايطالية، ونضاله ضد الاستعمار والفاشية وتضامنه ومساعدته للثورة الجزائرية، ومبادرته بإبرام عقود مربحة أكثر بالنسبة للدول المنتجة للنفط بشمال إفريقيا، الأمر الذي جعل من فرنسا عدوا لدودا له، خاصة بعد أن رفض التفاوض معها حول مشاريع استخراج البترول في الجزائر. وعاد عيادي في فيلمه أيضا إلى الظروف الغامضة لوفاة ما٠تاي سنة جراء تحطم الطائرة التي كان على متنها.