كشف المخرج جمال قرمي على هامش عرض مسرحيته «المحاكمة» خلال افتتاح فعاليات المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي بالمدية بكل تلقائية عن كيفيات التعامل مع ممثلين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتأطيرهم، وكيف جاءت فكرة إنشاء فرقة مسرحية انطلاقا من هذه الفئة، معتبرا أن التعامل مع فنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة، لم يطرح بالنسبة له أية متاعب أو مشاكل، بل على العكس من ذلك تماما، حيث فوجئ بقدرات هؤلاء على الخشبة، وقابليتهم على التعلم وطرح الأسئلة المهمة، وسرعة اندماجهم وتأقلمهم مع متطلبات العرض المسرحي.
أكّد قرمي بأن الفكرة خطرت بباله سنة 2014، عندما تابع إحدى الفرق المسرحية االبريطانية التي قدمت عرضا على ركح محي الدين بشطارزي بالعاصمة، وكان كل أعضائها من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وانطلاقا من فكرة أن الممثل صوت وجسد، قال قرمي «أن العمل الأول الذي قام به كمخرج مع هؤلاء الممثلين كان في إطار تنمية الذكاء والذاكرة والملاحظة لديهم، وتدريبهم على كيفية إخراج مكنوناتهم الشخصية»، مضيفا «أن القدرات الكبيرة وإصرار هؤلاء الممثلين على تحدي الإعاقة، جعلهم يقبلون على هذا العمل المسرحي بروح وعزم كبيرين».
وهذا ما دفعهم إلى أن يكتسبوا مهارات كبيرة في الأداء والتعامل مع ركح المسرح، ليس خلال مدة التدريبات فقط، وإنما حتى في بيوتهم، حيث كانوا يقومون بعمليات بحث قصد تعلم كل ما من شأنه أن يحسن أدائهم على المسرح. وكانت النتيجة، يقول «أن استطاعوا تقديم عرض مسرحي ممتاز، تماما مثلما يقدمه الممثلون الأصحاء».
وطالب المخرج في هذا الصدد بضرورة أن يتكامل عمل المخرج والممثل ومختلف الفاعلين في العملية المسرحية من أجل تقديم الأفضل في فن الخشبة، مؤكدا على أن الإمكانات المادية وحدها، لا تنتج بالضرورة مسرحا جيدا، ولكن الإرادة وحسن التدبير والخلق والإبداع، هي وحدها الشروط التي بإمكانها أن تساعد في رفد العملية الإبداعية المسرحية بممثلين أكفاء وبأعمال مسرحية في المستوى.