حصل الفيلم الوثائقي البلجيكي «أطفال هزار « لـتيري ميشال والروائي الطويل «كآبة الكادحين»، للمخرج الفرنسي، جيرار مورديلا، في ثاني يوم من مهرجان الجزائر الدولي للسينما «أيام الفيلم الملتزم « على إعجاب جمهور قاعة ابن زيدون، بديوان رياض الفتح بالعاصمة.
لمدة 100 دقيقة من العرض يحمل الفيلم الوثائقي الملتزم ‘’ابناء هزار’’، للمخرج البلجيكي، تيري ميشال، المشاهد إلى ماضي و حاضر و مستقبل مدينة منجمية صغيرة من خلال قسم تلاميذ المعلمة بريجيت، بمدرسة صغيرة بالمدينة التي تحاول تلقينهم إلى جانب البرنامج الدراسي بعض السبل لبناء حياتهم في مجتمع و محيط يعرف تحولات و تغيرات متواصلة.
فتفتح معهم نقاشات حول الإرهاب وارتداء الحجاب، والاستغلال الجنسي للأطفال عبر الأنترنت والعنف في المدارس، إلى جانب الحديث عن نشأة وازدهار المدينة المنجمية بقدوم المهاجرين الأتراك، أسلاف التلاميذ. هذا من خلال أنشطة وخرجات ميدانية، تمكنهم من الاطلاع عن قرب بكل ما يحيط بهم .
في سياق ثاني، حضر جمهور غفير لمشاهدة الفيلم الروائي «كآبة الكادحين» للسينمائي والكاتب الفرنسي الملتزم جيرار مورديلا، الذي يحمل في رصيده 30 رواية و25 فيلما، منها أعمال وثائقية تلفزيونية مشهورة.
الفيلم مقتبس عن رواية الباحثة في التاريخ ميشال بيرو ويعود بالمشاهد إلى بداية النضال النقابي في فرنسا، في بداية القرن 19، من خلال القصة الواقعية للوسي بود، عاملة من الريف الفرنسي، ولدت سنة 1870 بمنطقة غرنوبل بفرنسا من أب مزارع و أم عاملة. لتسير على خطى والدتها وهي في سن 12 عام و تلتحق كعاملة متربصة في مصنع حياكة الحرير الذي يمتلكه أحد الخواص و أعيان المنطقة.
هذا الأخير ـ رب العمل - الذي يتعمد بمعية الكنيسة و السلطة المركزية استغلال وإهانة النساء العاملات خاصة الايطاليات اللواتي يعاملن بطريقة وحشية للغاية، وإرغامهن على العمل أكثر من 12 ساعة والعيش في حظيرة دون أدنى المرافق الصحية الضرورية ودون أن يستلمن أجورهن.
هنا تقرر لوسي التي تفقد زوجها في سن مبكرة تاركا لها بنتين تعيلهما، أن تخوض معركتها ضد الظلم و الاضطهاد في مصنع للنسيج، لتجد نفسها وسط النقابيين لكنها تجبر أن تحارب على أكثر من جبهة ، ضد الذهنيات والأفكار السلبية و التمييز و العنصرية لتفتك حقوق النساء العاملات و يقف إلى جانبها نقابي مخضرم و يساعدها على تحرير الايطاليات من عبودية صاحب المصنع لهن. لكن في آخر المطاف يتخلى عليها الجميع، حتى بناتها لتجد نفسها في السجن و تحاول الانتحار.
اعتمد المخرج في فيلمه على الأغاني و على سرد لوسي التي تقمصت دورها الممثلة الفرنسية فيرجيني لودوايان للأحداث، استنادا من مذكراتها النقابية التي كتبتها طيلة فترة نضالها