حسب دراسة أعدتها أحلام بوسرية، منشطة بمديرية الثقافة بالمدية

أغطية الرأس انسجام حضاري ومحافظة على التراث وصحة الإنسان

المدية: ع. ملياني

الدعوة الى تصنيفه وإعادة بعثه من جديد

 أكدت الناشطة الثقافية أحلام بوسرية، مختصة في التراث الثقافي اللامادي بمديرية الثقافة لولاية المدية مؤخرا في بحث لها تحصلت « الشعب» على  نسخة منه، بأنه في زمن غير بعيد عنا و بالأمس القريب منا كان الزائر إلى مدينة التيطري بالمدية والمتجول بشوارعها النقية والناظر إلى مبانيها المتنوعة الطرز، البهية، يفتن أيضا بما كان يرتديه الرجل أو المرأة المدانية من لباس تقليدي يحاكي عراقة المكان و يروي تاريخ لمدونة عبر الزمان من البدعية و السروال العربي عند الرجل و الشطاطة و المحرمة، الحايك ، الغليلية، الكاراكو عند المرأة وفي هذا لا خير بيان.
أوضحت هذه المتدخلة في هذا الصدد بأنه ما كان يوضع على الرأس كان يحظى بنفس الأهمية و يحمل في طياته دلالات جلية، للمرأة و الرجل المداني على حد سواء، إذ أعتبرت في ذلك الزمان ظاهرة ترك الرأس بدون غطاء تصرف غير لائق، بما في ذلك فئة الصغار الذين كانوا مطالبين بوضع شاشية على رؤوسهم تقيهم حر الشمس و برودة الجو و تميزهم عن الأوربيين قاطني المكان، وبحسبها فإن أغطية الرأس عند الرجل متعددة و مختلفة اختلاف أشكالها و طريقة ارتدائها و المادة المصنوعة منها ، ففيها أيضا ايحاء واظهار وتبيان  للطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها حاملها.
 عرفت باحثتنا الطربوش بأنه ذلك الغطاء المخروطي الشكل و الأحمر اللون، الذي تعلوه شرابة سوداء من حرير تتدلى على جنابته له عدة استعمالات، مختلفة الدلالات، كما أن الطربوش يمتد تاريخه إلى تاريخ الاسطنبول و كان يرمز للثراء و إلى الرجل المتعلم و أصبح فيما بعد رمزا يوضع على الرأس قصد التفرقة مابين الموظفين الحكوميين الأوروبيين و المسلمين الجزائريين، و حين تلف العمامة حوله فهي دلالة على أن الرجل متعلم و أحد رجال الدين،  أما الشاشية و التي كانت من نفس اللون بالنسبة للطربوش إلا أنها لا تعلو على الرأس وشكلها يقارب  الشكل نصف الدائري، فكان عامة الناس يستعملونها، صغارا كانوا أم كبارا و خاصة التجار والحرفيين، تضاف إلى هذا العمامة أو القشطة و التي هي عبارة عن قماش منسوج تحمل زخارف و رسوم كعمامة الياسمينة نسبة إلى الرسم الذي يزينها، « الشمال « أو الشاش ذا اللون الأبيض الناصع الذي يلف حول العراقية التي توضع على الرأس و الاختلاف هنا يكمن في عدد الدورات و كذا طريقة لفه.
 أما المرأة المدانية فمحرمة الفتول التي كانت تميزها فهي تلبسها كسترة تغطي بها رأسها وتحفظ حرمتها، حيث كان استعمالها يوميا ولا يقتصر على مناسبة ما، أما الآن نجدها مقرونة فقط بالمناسبات و الأعراس حيث ترتديها أثناء التصديرة بطريقة متقنة ودقيقة، مختتمة اضافتها بأنه في هذا الإطار و قصد الحفاظ على هذا الموروث الثقافي اللامادي و على هذا المكنوز، فإن مديرية الثقافة لولاية المدية التي تعمل بها تسعى جاهدة لإحصائه و جرده و لما لا تصنيفه، والعمل على إعادة بعثه والاهتمام به و تشجيع صناعته و جعله لباس يواكب التطور و يتماشى مع المتطلبات الراهنة حتى لا يصبح لباسا مناسباتيا يقتصر ارتدائه على المناسبات الرسمية و الأعياد الدينية وكذا الأعراس.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024