نزل المسرح الجهوي لقسنطينة ضيفا على قصر الثقافة والفنون بسكيكدة، على مدار 03 أيام كاملة، في مبادرة اعتبرها القائمون عليها، فريدة من نوعها استقطبت عشاق ورواد المسرح بسكيكدة، وهو الأمر الذي ذهب إليه بودماغ نور الدين مدير قصر الثقافة والفنون، إن «هذه الأخيرة تعدّ الأولى من نوعها على مستوى الولاية، وهي مبادرة تهدف إلى تجسيد ميدانيا للتبادل الثقافي الهادف ما بين مختلف المؤسسات الثقافية، والانفتاح على الأنشطة الثقافية الأخرى لولايات الوطن».
وأضاف نفس المتحدث «نسعى بهذه الفعالية إلى ترقية النشاط المسرحي من خلال غرس ثقافته لدى المواطنين، وتمكين المسرحيين المحليين الاحتكاك مع زملائهم من المسرح الجهوي لقسنطينة، إلى جانب ربط جسر التواصل بين المسرح والجمهور».
وعرفت قاعة المحاضرات توافدا كبيرا على العروض المقدمة طيلة هذه التظاهرة الثقافية، حيث استمتع الحضور بالعرض الافتتاحي لمسرحية «جحا ديجيتال» الموجهة للأطفال من إنتاج المسرح الجوي لقسنطينة لسنة 2017، نصّ لكنزة مباركي والمخرج ياسين تونسي، وتمّت برمجة عرضين آخرين الأول بعنوان «يبراط خراييب» بالكبار، و»تيك تاك بوم» وهما عرضان موجهان للكبار، وبرواق الفنون عبد العزيز رمضان لقصر الثقافة، تمّ تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية التي تلخّص مسار المسرح الجهوي بقسنطينة وسكيكدة، من خلال الأعمال الفنية لهذا الأخير، وأيضا لصور الوجوه المسرحية القسنطينة بما فيها الملصقات، وكذا للألبسة الخاصة لأهم عروضه المسرحية، لكل من المسرحين الجهويين لقسنطينة وسكيكدة.
وقد أشرف لكحل عياط عبد السلام الأمين العام للولاية، على مراسيم افتتاح فعاليات مسرح قسنطينة في ضيافة قصر الثقافة لسكيكدة بحضور السلطات المدنية ومشاركين فنانين ومسرحيين من ولايتي قسنطينة وسكيكدة وبحضور جمهور ورواد المسرح، وبالمناسبة اطلع الأمين العام للولاية والوفد المرافق له على المعرض الذي أقيم بأجنحة قصر الثقافة والذي شارك فيه المسرح الجهوي لسكيكدة والمسرح الجهوي لقسنطينة، أين أكد الأمين العام للولاية «على ضرورة إحياء تقاليدنا الثقافية في كل المجالات بما فيها الفن المسرحي الشعبي في إطار تراثنا»، وعاد الأمين العام للولاية خلال ذات الكلمة إلى الجذور التاريخية للمسرح الجزائري خلال تعاقب الحضارات التي عرفتها الجزائر، داعيا إلى إعادة إحياء المسرح والفن الجزائري الأصيل وبعث الروح في قيمه الهادفة والتربوية والذي يحمل في طياته الهوية الجزائرية، مشيرا إلى «أن السلطات العمومية تسعى في الوقت الحالي إلى تفعيل بعث مضامين الفن الجزائري وإعطائه أبعاده التربوية الهادفة».