أختمت جمعية البصمة للفنون التشكيلية تظاهرتها المتمثلة في المعرض بالتعاون مع دار الثقافة كاتب ياسين بسيدي بلعباس للفنان الشاب الواعد محمد كرور برواق دار الثقافة تحت شعار «محمد كرور في ألأسود ويعتبر ثالث معرض تشكيلي فردي للفنان وهو عضو بجمعية البصمة للفنون التشكيلية.
المعرض عرض 44 لوحة فنية منجزة بخامات مختلفة وبأسلوب جمع ما بين التجريد والرمزية، حيث تحدث محمد كرور قائلا: «رغم أن الكثير منا يظن أن الشخص في الأسود هو شخص لطالما أحب أن يبقى في العتمة او العيش في الحزن إلا أنني أحببت تسمية هاته الأعمال الفنية بهذا العنوان وذلك للعمق الذي يعيشه كل إنسان عندما يغلق عينيه فيبدأ السواد والعتمة في الظهور تلقائيا ليجد نفسه يسافر من عالم الواقع إلى عالم روحي ووجداني، ألا وهو عالم الأحلام الذي تمّت ترجمته تشكيليا بنقطة توضيحية وتجريدية في الآن وقته وفي خطوط راسخة من أعماق جذوري الجزائرية التي توّجت بتاج الإسلام وأعطتني حرية الجلوس وسط حديقة أسطورية وخيالية تحاكيني وأحاكيها وتسرد على مسامعي ما جرى في القديم الغابر وما عاش فيه من طير وخلق عجيب وخرافي وخلافي في آن واحد وكل ذلك في غلق البصر واستوداع روحي لجمالية الخالق فحمدا لله».
فريد داز: أعماله تجمع بين التجريد والتعبير والرمزية ولغة إيحائية تشكيلية
ويقول رئيس جمعية البصمة الفنان فريد داز: «بأسلوب يجمع ما بين التجريد والتعبير والرمزية ولغة إيحائية تشكيلية هي امتداد للاوشام بأبعادها المرتبطة بالهوية الجزائرية يسافر بنا محمد كرور حاملا مفاتيح القداسة مكتسحا عوالم الروح بخباياها وأسرارها، حيث أصبح الرمز ملكا تربّع على عرش الفن ليؤسس لبصمة متفردة اسمها الظاهرة الفينومينولوجية محمد كرور الذي استطاع أن يتجاوز البعد الزماني جاعلا من الرمز مقوما أساسيا في تشكيل صور مرئية لبناء تأليفي متنوع من عمل لآخر يحكي لنا قصصا ببعدها الديني الإنساني في سيميولوجيا الصورة وجماليات الإيحاء، مستندا إلى جملة من التأثيرات البصرية هي دلالات لرحلة روحية صوفية مشفرة مشبعة بالصبر والإخلاص والصدق والإيمان تعتبر منبع النور الوحيد في عالم سواد يعيشه محمد كرور الذي أنهكته المدينة التي يراها رمادا وأطلالا وبقايا لمجتمع انطمست معالمه وغاب عنها الإنسان امتزجت فيها هواجس محمد كرور محولا اللامنطوق إلى خطوط وأشكال ورموز وألوان تختزل الواقع». وتحدث الباحث السوسيولوجي بلعيد الحاج قائلا: «كرور محمد في الأسود الذي يحمل دلالة ذات إكتشاف متواصل للذات الإبداعية ضمن فوضى المدينة بسلبياتها وتفاصيلها التي تجعل من الشاب الجزائري المقبل على شغف الحياة اليومية التي تعترضه معيقات التقدم في مستوى أداء حاضره لتحقيق حلم مستقبل مجهول، دون إغفال التمسك بإيمانه الراسخ بقضاء الله وقدره، وهو الذي دوما يتغذى من روحانية الإبداع الفني الذي يغنيه عن حالات التشكي، لكن تجعله يعبر دوما عن مكنوناته كحوار دائم مع الذات المتبصرة التي تؤمن بقداسة اللحظة ببعدها الدنيوي والأخروي، إلا أن هاجس العمران والتنظيم البشري وفعل القداسة والإيمان كلها مواضيع يستند عليها «محمد كرور» في اعماله، وهو الشاب الفتي الوفي الذي يبقى إبن بار «لجمعية البصمة للفنون التشكيلية»، وهو المتأثر بأعمال فنانين تشكيليين بشكل ما، وهو يفتخر بذلك منهم الفنان «محمد بوسنة» المولع بتاريخ الحضارات، والفنان «جمال كحلي» المفعم بروحانية الطبيعة، والفنان «العربي هليلو» المتأصل بالتراث المحلي، وهؤلاء كثلاثي لهم أعمال متفردة تجعل من الشباب يستلهم من دروسهم بشكل يستنطق لحظات الإبداع كحس مشترك فنيا، وعلى غرار «محمد كرور» يضيف لمسته الفنية ذات خصوصية شبانية فتية من أجل صقل موهبته وتجربته الخاصة وربطها كنموذج خالص لكينونته الفنية الإبداعية، إلا أن لغز «محمد كرور في الأسود» يحتاج للمزيد من التنقيب والإكتشاف من أجل معرفة السياق الفني، لذا لابد من التمييز بين تلقي الفن، وفهم الفن.
الفنان في سطور
الفنان من مواليد 17 ديسمبر 1985 بسيدي بلعباس، عضو في جمعية البصمة، خريج مدرسة الفنون الجميلة على رأس الدفعة سنة 2016، من بينها الملتقى الوطني خيمة الفن التشكيلي في طبعتها الستة بسيدي بلعباس ومعسكر وتلمسان وسعيدة 2018، شارك في الأسابيع الثقافية بكل من المدية 2014 وتيارت 2014، ورشات اكراما للفنان محمد إسياخم بغليزان 2016 وصالون ولاية الطارف 2018. أما عن المعارض الفردية وأولها المعرض الفردي من تنظيم جمعية البصمة 2017 وثاني معرض فردي بالعاصمة 2018 وحازت على الجوائز والتكريمات منها جائزة الشباب المبدع ومدارس الفنون الجميلة 2017، وجائرة علي معاشي لرئيس الجمهورية للمبدعين الشباب 2017، تكريم من طرف جمعية البصمة للفنون التشكيلية بموازاة خيمة الفن التشكيلي بولاية سعيدة.