تضرب القاصة حفيظة طعام موعدا لجمهورها من القراء، طلبة، اعلاميين، اساتذة، ومهتمين بالشأن الادبي في المشهد الثقافي الجزائري في الصالون الدولي للكتاب سيلا 2018، فبعد كتابها النقدي الأول «إضافات في الأدب الجزائري» الذي تناولت فيه بالدراسة أعمال ثلاثة عشر كاتبا جزائريا، صدر هذا الشهر عن دار الكلمة للنشر الكتاب النقدي الثاني للأكاديمية حفيظة طعام «التخييل في الرواية التاريخية المغاربية»، في 176 صفحة، من الحجم المتوسط.
الكتاب عبارة عن دراسة علمية لطبيعة الخطاب الروائي التاريخي في المغرب العربي، وعلاقته بالعملية الإبداعية التي يشكل التخييل أهم ركائزها، وقد تناولت الكاتبة ثلاثة نماذج لأهم الكتاب المغاربة، وهم على التوالي: الجزائري واسيني الأعرج وروايته «الأمير» والتونسي عبد الواحد براهم وروايته «تغريبة أحمد الحجري»، والمغربي كمال الخمليشي وروايته «الإمام».
إضافة إلى طبيعة الخطاب الروائي التاريخي يتطرق الكتاب إلى الذاتية في كتابة الرواية التاريخية، وهوالأمر الذي لم يتحاشاه أغلب الكتاب، لحساسية المادة التاريخية وخطورتها من جهة، والعملية الإبداعية الواعية من جهة ثانية.
كما تناولت الدكتورة حفيظة طعام علاقة الرواية والتاريخ بالأنماط السردية الأخرى كالقصة والسيرة الذاتية، وأيضا عملية استدعاء التاريخ في الرواية، كما أوضحت حدود كل من التاريخي والروائي، أي حدود الوثيقة التاريخية، وحدود العملية الإبداعية ممثلة في التخييل، وأيضا إلى البناء والدلالة في الخطاب التاريخي، وإلى فنية الرواية وكتابة التاريخ، كما تطرقت أيضا إلى مظاهر حضور النص التاريخي في الرواية، وأيضا مسألة التحويل النصي بين الرواية والتاريخ.
يعتبر الكتاب من بين الكتب القليلة في الجزائر التي تناولت بالدراسة المفصلة وبطريقة علمية رصينة؛ إشكالية كتابة الرواية التاريخية، يستطيع من خلالها الكاتب الروائي تفادي الخروج عن الإبداع والوقوع في تكرار الحدث التاريخي، كما يعتبر الكتاب مرجعا هاما سوف يستفيد منه طلبة الأدب العربي بالجامعة، لمنهجيته وللأفكار والمعلومات التي تضمنها حول إشكالية الرواية التاريخية، وكذلك للنماذج التطبيقية التي تناولتها الكاتبة بالدراسة.
