يقدم الشاعر الشاب عومار رشدي في مشاركته الثانية بالصالون الدولي للكتاب ديوانا جديدا تحت عنوان «همسات» وهو ديوان شعري يتناول من خلاله مختلف القضايا الاجتماعية في قالب غزلي يجعل من أسلوبه متفردا ويحتوي على 50 قصيدة وكل قصيدة تعطي للقارئ العديد من الأسرار والمعارف وتحفزه على التعمق والبحث في ثنايا تلك الأخيرة وقد جسد الأديب والشاعر عومار رشدي في هذا الديوان المرأة لأنها تعتبر عاملا مهما في هذا العمل كما وضعت كواجهة تجعل القارئ يتذوق اللمسة الأنثوية داخل العمل ما يجعل منه يتخذ لونا خاصا.
يمثل ديوان «همسات» الديوان الثاني الصادر للشاعر بعد ديوان «حنين الأشواق الذي شارك به في الطبعة 22 للصالون الدولي للكتاب، ويعتقد عومار رشدي أن الرسالة التي يريد إيصالها من خلال أعماله تتلخص في ضرورة التحدي من أجل الوصول إلى الهدف مهما يكن، لأنه من المهم أن ترى العالم من زاوية أخرى وأن لا تبقى في الانحيازية ومتقوقع الأفكار –كما يقول-، مشيرا إلى أن العديد من الأساتذة والقراء ينسبونه إلى المدرسة الرومانسية لأن معظم كتاباته تجسد المرأة بتفكيرها، بشكلها وبأنوثتها، بكل ما فيها، إلا أنه مع ذلك يرى أنه يجسد نفسه لأن لكل كاتب وأديب وشاعر شخصيته في الكتابة وتفكيره ورؤيته للعالم ورؤيته للمرأة «فنزار يختلف عن أمرؤ القيس ورشدي يختلف عنهم وكل لديه كتابات تميزه وتصنفه في الساحة».
بالنسبة لمحدثنا مناح متعددة أضحى يأخذها الشعر في الوقت الحالي، وعلى الرغم من اكتساح الرواية للساحة إلا أن الشعر مزال يحظى بإقبال من الجمهور، معتبرا أن المشكل الذي يعانيه الشعر كفن هو التهميش، إذ أن الالتفاتة إليه ظلت مناسباتية وتقتصر على الأعياد الرسمية والوطنية كما أن عدم اتحاد بقية الفنون مع هذا الفن سيجعل منه قيد التهميش رغم أهميته في أوساط القراء، حيث يلقى إقبالا جيدا من خلال ما يقدمه اليوم مبدعون شباب يحاولون جاهدين لكي لا يفقد هذا الفن جمهوره ومحبيه، مؤكدا أن هناك طرقا كثيرة لاسترجاع مكانة هذا الفن من خلال إعطائه لمسة خاصة تجعل من القارئ ينجذب نحوه ويهتم به.
ووضح الشاعر عومار رشدي أنه يعمل شخصيا على التجديد دائما من خلال الكتابة بإحساس يجعل القارئ يشعر بأنه جزء مما هو مكتوب وأنه يعيش القصيدة وكأنه هو من كتبها ويعرف خباياها ومطلع على أسرارها من خلال محاولة الكتابة بقالب يجعل القارئ يرتاح ويفهم معنى تلك الكلمات ومعانيها بعيدا عن التعقيد.
وعن تركيز اهتمامه على المرأة في قصائده فيرى محدثنا أنه اختار المرأة لأنها رمز تمثل في العديد من المواضيع ولكل شاعر نظرته للمرأة، التي هي رمز قد يكون في بعض الأحيان بسيطا لدرجة التعقيد وهذا ما يجعل من المرأة أمرا أسطوريا، مضيفا أنه وبغض النظر عما يراه الكتاب أو المجتمع عن المرأة فإنه يرى أنها سر كوني لازال يجتاح العالم وبعيدا عن كون المرأة قد تكون رمزا للوطنية والأمومة والحب فهي تعتبر رمزا للتحرر وإبراز أشياء قد يجهلها العديد من الكتاب والقراء، وعلى رغم تعدد هذه القراءات إلا أنها لم تكفي لتعطينا جملة المعلومات التي نحتاجها لنكون شخصية المرأة المثالية والأسطورية في نظر الرجل أو حتى المرأة نفسها.
واختتم الشاعر عومار رشدي حديثه برسالة ووجهها إلى القراء ذكر فيها أن الكتاب أفضل شيء قد يخرجهم من واقعهم لتجريب عوالم أخرى، متمنيا أن تكون ثقافة الكتاب طاغية في كل الربوع من أجل الارتقاء بالفكر للتأسيس لقاعدة فكرية مجتمعية ومشتركة، مؤكدا أن هناك مشاريع لأعمال جديدة ومغايرة سيعمل على تقديمها لكل القراء في قادم الأيام .