يشارك الكاتب مهدي عدنان وهو أستاذ في مادة العلوم الطبيعية والحياة في مهرجان سيلا 2018، بأول إصدار له عن دار المثقف تحت عنوان التعليم في الجزائر «أصول وتحديات» ومن خلال هذه الدراسة يركز صاحب الكتاب على المقارنة بين ثلاث نماذج رائدة في تطوير التربية والتعليم بالتركيز على نقاط القوة في كل نموذج مع تقديم طرح لنموذجه الخاص الذي يحتاج إلى تكييف مع المجتمع الجزائري وهويته وتطلعاته.
تتطرّق هذه الدراسة إلى واقع التعليم في الجزائر كما تقدم قراءة موضوعية فيه بعيدا عن العاطفة كما ذكر مهدي عدنان في حديث لـ»الشعب»، موضحا أن المؤلف الموسوم بعنوان «التعليم في الجزائر أصول وتحديات» هو كتاب نتاج تصارع عظيم بين ما أريد أن يصبح عليه التعليم وما هو موجود على أرض الواقع بالتعريج على سرد تاريخ التعليم بإيجاز ومراحل تطوره عبر دراسة مقارنة بين مجموعة من النماذج الرائدة في مجال التعليم مثل سنغافورة وكوريا، كما أشار إلى أنه قد حاول أن يكون مختصرا جدا لدرجة أن هذا الكتاب بصغر حجمه يحمل ما هو كفيل بتغيير رؤيتنا للتعليم ومستقبله وفي نهاية الدراسة استخرج أحسن ما في النماذج المدروسة ووضع نموذجا خاصا ينتظر أن يطور.
واعتبر في هذا السياق، محدثنا أن أي عمل أكاديمي يرتكز على فلسفة وإطار معين يتقيد به تماما أو على الأقل يرسم به خارطة طريق ونفس الشيء مع هذا العمل المطروح في هذا المؤلف، حيث عمل من خلاله على إيجاد العلاقة بين أهمية التعليم وأهم الصعوبات التي واجهت التعليم في الجزائر منذ عهد الخلافة العثمانية في الجزائر ليصل إلى دراسة مقارنة بين نماذج رائدة في جودة التعليم من صنع نموذج يتماشى ويستجيب أيضا لمتطلبات التعليم الحديث.
وبخصوص ما يتوقّع من مشاركته بهذا العمل في المعرض الدولي للكتاب «سيلا 2018»، فإن الأستاذ مهدي عدنان يعتبر أن سيلا منبر جيد لتقديم الأفكار
والاحتكاك المباشر مع القارئ والناقد على حد سواء، مضيفا أنه من جهته يتمنى أن يلقى هذا المؤلف القبول الجيد من طرف المجتمع لأنه يعتقد أن النهوض بالتعليم هو مسؤولية مجتمع تترسخ بقرار حكومي يتبنى الفكرة ولا يرى بأن هناك أي دولة في العالم تحب أن تكون متأخرة عن
نظيراتها في العالم في مجال التعليم الذي يعد لبنة بناء المجتمعات، مؤكدا على أن هذا الإصدار صغير الحجم وكثيف العلم ومن شأنه أن يطلع القارئ على نماذج مهمة تعزز نقاط القوة والإيجابيات التي يمكن الاعتماد عليها لتأسيس قاعدة صلبة تستند على أساليب التعليم الحديثة لتطوير التعليم في الجزائر بما يتماشى وسير تطور المجتمعات دون إهمال شق تكييفه مع خصوصية الشخصية الوطنية والفكر المجتمعي الذي يميزنا عن مجتمعات أخرى.