حملت مسرحية «التمثال الحزين» الموجهة للأطفال في عرضها الشرفي مساء أول أمس «بالمسرح الجهوي لقالمة رسالة أخلاقية مفادها أن حب الخير ومساعدة المحتاجين أقوى دوما من فعل الشر.
وتحكي هذه المسرحية التي قام بإخراجها عباس محمد إسلام في قالب خفيف مليء بالحركة فوق الخشبة، قصة «ملك سعيد» لمملكة في عالم خرافي، محب لرعيته ويقدم المساعدة للفقراء والمحتاجين لكن زوجته الثانية التي كان قلبها مليئا بالشر وحب السلطة كادت له وحولته إلى «تمثال ذهبي لكنه حزين» منصوب وسط المملكة كما قامت بإخفاء ابنته «ورود».
ويتواصل التشويق حينما تقترب البنت الفقيرة بائعة الورد «ميلودي» والتي هي في الأصل بنت الملك «ورود» من «التمثال الحزين» وتشتكي له حالها ثم يغلبها النوم بمحاذاة التمثال ومن شدّة البرد توشك على الهلاك وتفقد وعيها إلا أن قطرات الدمع الساخنة التي تفيض من عين التمثال الذي يحن لحالها تسقط على الفتاة فتعيد الحركة والنشاط في جسدها. يقوى الارتباط بين التمثال الذي بدأت الحياة تعود له جزئيا والبنت الفقيرة مما يجعله ينتزع في كل مرة قطعة من الذهب المرصع به جسده ويكلف الفتاة «ميلودي» بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
وعلى غرار كل المسرحيات الهادفة الموجهة للأطفال فقد انتهى الصراع بين الخير والشر في هذه المسرحية بإبطال كيد الملكة وتعاويذها السحرية واستعادة الملك حركة جسده كليا وملكه قبل أن يكتشف بأن بائعة الورد ما هي إلا ابنته «ورود» التي غيبتها تعاويذ السحر. وعرف العرض حضورا كبيرا للأطفال الذين قدموا من البلديات القريبة من عاصمة الولاية والذين تفاعلوا كثيرا مع شخصيات وأبطال هذا العمل الفني الجديد للمسرح الجهوي محمود تريكي الموجه لعشاق الفن الرابع من البراعم والمنتج برسم سنة 2018. وعلى هامش العرض، أشار الكاتب علي تامرت إلى أنه قام بكتابة النص وتصوير الشخصيات انطلاقا من محاكاة لما قام به المؤلف والشاعر الإنجليزي أوسكار وايلد في قصته الشهيرة «الأمير السعيد» وكذا المؤلف الدانماركي «هانس أندرسن» عن قصته «بائعة الكبريت».