مؤلفــــة الشريــــط المرسوم نـــــوال لـــــوراد :

« أرســـــم بالأبيــــــض والأســـــود جـــــــراح الذاكــــــرة»

حبيبة غريب

يتكون معرضها من ثلاثين لوحة فنية بالأبيض والأسود،  حاولت من خلالها أن تعكس تجربتها الخاصة وتجربة فئة خاصة من الذين يهتمون  بتضميد  جراح الذاكرة، التي تتعلق بتاريخ الجزائر بصفة خاصة وبالإنسانية بصفة عامة. المعرض هو نظرة  الرسامة ومؤلفة الشريط المرسوم الجزائرية  نوال لوراد، التي كرمها هذه السنة المهرجان الدولي للشريط المرسوم، الذي تقام طبعته 11 بديوان رياض الفتح بالعاصمة من 02 إلى  غاية 06 أكتوبر الجاري،   بالجائزة الكبرى لفيبدا وافريكا بي دي.

المعرض، تقول نوال لوراد في تصريح  للصحافة « على هامش حفل افتتاح المهرجان،  هو عرض مصغر عن أعمالها الفنية السابقة، وهو حامل لنظرتها الفلسفية عن الجراح والمآسي والعلاقات المتردية بين الناس،  مشيرة في ذات السياق. « أن الكثير من الجهود و العمل ينتظرها مستقبلا».     
وأنا كرسامة و فنانة، تضيف نوال لوارد قائلة : « أريد أن افهم هذه الجراح من خلال  تجربتي الخاصة و من خلال تجارب أخرى، كتجربة الشهيد فرانس فانون»  وهي تجارب تحاكي العلاقة بين الاستعمار والشعب المستعمر، والمسيطر والمسيطر عليه».
وهناك تقول  الكثير من العمل والمجهودات التي لا بد لنا كمجتمع  القيام بها، في مجال علاقتنا اليومية مع الأخر، فنحن في حاجة ماسة اليوم لإعادة بناء الأواصر المتكسرة  جراء  مخلفات الاستعمار و كذا إيجاد لغة موحدة  مفهومة للحوار، نتواصل  بها فيما بيننا خاصة، في كنف العائلة الواحدة، فلقد عانت الجزائر كثيرا من مخلفات الاستعمار الذي ساهم في تفكيك روابط الاتصال والتواصل بين أفراد المجتمع».
واعتبر الفنانة الشابة   اعتمادها اللونين الأبيض والأسود في رسوماتها،  بالاختيار البعيد تماما عن السلبية، مشيرة أنها لا تفهم الألوان الأخرى، وأنها تجد نفسها أكتر في  الأبيض والأسود،  اللونيين اللذين يعكسان بطريقة قاسية نوعنا ما الأضواء وبالتالي يترجمان فكرتها ويحملان رسالة رسومها وإبداعها.
وفي سياق متصل، أشارت نوال إلى أن المهرجان الدولي للشريط المرسوم يشهد سنة بعد أخرى تحسن ملحوظ في مستوى الفنانين والمؤلفين الجزائريين، الأمر تقول، الذي ينبأ بمستقبل زاهر للشريط المرسوم،
إضافة إلى توطيد العلاقة مختلف أجيال الرسامين والمؤلفين في هذا المجال.
وعن مجال الإصدار  الذي يعتبر حجر عثرة أمام  المؤلفين والفنانين الشباب  خاصة، لغلاء أسعار النشر وعزوف الكثير من الدور عن المغامرة به، قالت نوال أن  المشكل يعود لغياب شبكة بين المكتبات للترويج وتوزيع هذه الكتب التي تبقى للأسف بعيدة عن متناول الجميع.  
للإشارة  الرسامة نوال لوراد  من خريجي الفن الرابع، فقد  درست مختلف فنون المسرح بنانت ومون بوليه بفرنسا، قبل أن تتحول للشريط المرسوم، في جعبتها ثلاث إصدارات  هي Vêpres , algériennes et back to black   .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024