انطلقت صبيحة أول أمس فعاليات الملتقى الدولي حول شخصية الملك النوميدي سيفاقس ومملكة سيقا بمقر المجلس الولائي لولاية عين تموشنت، التي كانت مهد المملكة التي لا تزال آثارها قائمة إلى حد الساعة على ضفاف وادي تافنة غرب شاطئ رشقون بدائرة ولهاصة .
الملتقى نظّم من قبل المحافظة السامية للامازيغية، في إطار الترويج للتراث اللامادي الذي تزخر به ولاية عين تموشنت، التي كانت سابقا منطقة «سيقا» عاصمة لنوميديا الغربية التي تمتد حدودها إلى غاية نهر شلف، حيث أشار الهاشمي عصاد على هامش افتتاح الملتقى «أن اللقاء يدخل ضمن إستراتيجية محافظته في الحفاظ على التراث اللامادي الذي يزخر به الساحل الجزائري منذ الأزل، وإظهار دور امازيغ البربر في صناعة التاريخ القديم، «وجاء اليوم دور الملك سيفاقس بعدما سبق وان نظمت المحافظة ملتقى حول شخصية ماسينيسا ملك نوميديا الشرقية في قسنطينة سنة 2014، وآخر تناول شخصية الملك يوغرطة حفيد ماسينيسا سنة 2016».
الملتقى حضره باحثون وأكاديميون من الجزائر، اليونان، تونس والسودان تضمن برنامجه 28 محاضرة وعقد 16 مائدة مستديرة لتناقش الأعمال الجبارة للملك سيفاقس، الذي يكون له الفضل في توحيد النوميديتين سنة 220 قبل الميلاد، ودعم القرطاجيين ضد الرومان وحليفهم ماسينيسا الذي كانت له أطماعا في أراضي قرطاجة، والذي تحالف معها سيفاكس رغم العداوة القديمة لهم، وذلك لحماية سواحل المتوسط من الغزو الروماني بعدما فشل في محاولة الصلح بين قرطاجة وروما، حيث حمل شعار»افريقيا للافارقة».
هذا وقد تناول المشاركون في هذا الملتقى خصوصيات الاستراتيجية التي اعتمدها الملك النوميدي سيفاكس من أجل إقامة علاقات سياسية ودبلوماسية مع روما وقرطاجة، حيث ظهرت، ودور مملكة المازيسيل (نوميديا الغربية)، كقوة في إفريقيا، والتي بدأ نفوذها يتعاظم منذ أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الثاني قبل الميلاد، ودخلت في حسابات المتنازعين (قرطاجة وروما) خلال الحرب البونيقية الثانية (218-201 ق.م)، وكان على رأسها يومئذ الملك سيفاكس الذي كان التحالف معه أمراً محبّذا لدى المتخاصمين، وهو ما أدركه هؤلاء في مؤتمر «سيقا» سنة 206 ق.م بعد فشل محاولات الوساطة والتأكد من أطماع الرومان في شمال إفريقيا.