ينتظر أن يستعيد متحف تيمقاد الأثري أهميته الجماهيرية والأثرية والتاريخية بعد أن أعيد فتحه قبل شهرين من طرف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بعد أن خضع لعملية ترميم واسعة وإعادة اعتبار له، حيث تم فتح أبوابه مؤخرا للزوار بعد أن ظل مغلقا طيلة 25 سنة
تكمن أهميته متحف تيمڤاد في الفسيفساء النادرة المتربعة على 1121 م٢، والتي جعلت منه مقصدا مميزا وارثا إنسانيا نادرا لا يقدر بثمن، بني خصيصا لعرض هذه الفسيفساء التي تغطي أغلب جدرانه وأرضيته وذلك منذ تم إنشائه في ثلاثينيات القرن الماضي.
ويعتبر متحف تيمقاد الوحيد بالجزائر الذي يحتوي بين جدرانه على كل هذه المساحة الهامة من الفسيفساء التي توثق لمراحل مهمة من تاريخ الجزائر.
ويؤكد زين الدين بومرزوق رئيس دائرة باتنة في تصريح لـ»الشعب»، «أن المتحف يعتبر قيمة إضافية للمدينة الأثرية ثاموڤادي وهذا لكون الزائر بعد أن يتجول في أطراف المدينة الأثرية لا تكتمل رغباته إلا بزيارة متحفها الذي يضم العديد من الموزاييك القديمة التي تؤرخ لحضارات مرت علي المدينة وتأثيرها».
وأشار الروائي والفنان زين الدين بومرزوق إلى أن الزائر بالاوراس خصوصا والجزائر عموما ظل محروما من المتحف منذ العشرية السوداء إلي أن تم فتحه للجمهور والسماح بأخذ الصور فيه وفي زواياه مع اللوحات المنقوشه علي جدران المتحف اوالأدوات القديمة التي يحتويها خزائنه المكشوفة وهذا بعد الترميمات التي عرفه محيط المتحف وتهيئته وتجهيزه ليكون جاهز.
فتح متحف تيمڤاد بعد 25 سنة من الغلق
وعن تاريخ بناء المتحف قال بومرزوق أنه يعود إلى سنة 1930 حيث يتكون من حديقة أثرية وأخري هندسية ويتوسط الرواقين المؤدي للمتحف ساحة ببلاطات حجرية تتوسطه نافورة بالإضافة إلي التوابيت والأنصاب والتماثيل الموجودة في الخارج والتي يبدأ بها الزائر قبل الولوج داخل المتحف الذي يظم 5 قاعات كبري فالقاعة الكبرى تظم اللوحات الفسيفسائية الكبرى التي تغطي الأرضية والجدران والقاعة الأخرى تظم فسيفساء وقاعة أخري لعرض القلال البرونزية والفخارية وقاعة بها المصابيح الزيتية أنواع الفسيفسات المعروضة والتي يمكن أن يراها الزائر على غرار فسيفساء الحراشف فسيفساء المروحية،اله النهر، الزهرة المتلفة، المربع الأسود، الطبيعة الميتة، زهرية، الدوائر والأكاليل...الخ.
ويتعهد المتحدث باعتباره رئيس لدائرة تيمڤاد ومثقف على توظيف تجاربه الثقافية وعلاقته المتواصلة مع المثقفين والمبدعين في جميع الفنون لتنشيط الفعل الثقافي بهذه المدينة الأثرية والتي إن كانت تعرف بمهرجانها الثقافي الغنائي الدولي فهي بإمكانها استقطاب حركة ثقافية في مستوي الاسم الذي تحمله ولهذا الغرض تم تسطير برنامج ثقافي يضيف بومرزوق مع مصالح بلدية تيمقاد لتنشيط الفعل الثقافي يمس كل الفنون من فن تشكيلي والبداية كانت بدعوة فنانين تشكيليين من بسكرة لمدة 5 أيام من 1 جويلية إلي 5 بمناسبة الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب وكذا تنظيم لقاءات أدبية تنشطها أسماء أدبية وطنية في مجال الشعر والقصة والرواية المسرح خاصة الموجه للأطفال بالإضافة إلي التظاهرات الموسمية دون إغفال معارض للكتاب بالتنسيق مع الجمعيات الفاعلة.
ويشير المتحدث إلى انه يولي أهمية كبيرة لتلاميذ المدارس من خلال تنظيم زيارات ميدانية للمتحف مع كتابة بحث حول قيمة هذه الزيارات ومعرفة الفائدة التي يجنيها التلميذ من هذه الزيارة لتثمينها ومعالجة النقائص التي ربما يكتشفها التلميذ ليحاول هوكمسؤول أول عن الدائرة تصحيحها ولإنجاح هذه التجربة فقد خصصت إدارة المتحف مرشدين لمرافقة التلاميذ وشرح تاريخ الفسيفسات الموجودة وكذلك معرفة طبيعة الأواني القديمة التي يحتويها المتحف، ومعروف أن فسيفساء المتحف تنفرد بالخلفية السوداء لكل لوحاتها، تطغى عليها الزخرفة النباتية.