أبمدخلِ الحمراءِ كان لقاؤُها
طابتْ لكَ اللُقيا بلا ميعادِ
أغرتكَ عيناها بليلِ سوادِها
ورميتَ تاريخاً ككومِ رمادِ
ومشيتَ مثلَ الطِّفلِ خلفَ دليلةٍ
أجدادُها عاثوا وباستبدادِ
هَلْ قلتَ للحسناءِ كيفَ بلادُنا
أمستْ بلا مجدٍ ولا أمجادي
أوَصفتَ للحسناءِ حالَ رجالِنا
صارتْ بلا عددٍ ولا تعدادِ
مشغولةً بالجنسِ في أفكارِها
بشفاهِ ليلى أو بخصرِ سعادِ
في حِضنِ إسبانِّيةٍ ناموا وَلَنْ
لَنْ يستفيقَ الموتُ بعدَ رُقادِ
يا صاحب الإنشادِ في غرناطةٍ
اليومَ إنشادي بكلِّ بلادي
فالشامُ قَدْ حلَّ الدمارُ بأهلِها
ودجاجُ فرسٍ غارَ في بغدادِ
يمنٌ تسابقَ للتخاصمِ أهلُها
راياتُها بالسّلم ثوبُ سوادِ
إنشادُنا ما عادَ في نصرٍ لنا
نبكي بلادَ العربِ في الإنشادِ
شيخٌ ينادي كي نقاتلَ بعضنا
ودماؤنا فاضتْ مِنَ الازنادِ
الطَائراتُ نكادُ نسمع قصفَها
جثثُ النساءِ على الصغارِ تُنادي
ما أتعسَ التاريخَ شتّتَ شملَنا
قد فرَّقَ الأحفادَ بالأجدادي
طعنوا حرائرَ أمتي في نحرِها
أبطالُنا أمستْ بغيرِ جيادِ
ما عادَ في أرضِ العروبةِ فارسٌ
قد كُبِّل الأبطالُ بالأصفادِ
والرّومُ قَدْ جاءتْ لتغرسَ نابَها
ولتُبْدِلَ التسبيحَ بالإلحادي
وبكذبةِ الإشعاعِ قَدْ نالوا بِنا
أكذوبةً للغزوِ فوقَ بلادي
حلَّ التناحُر في بلادِ عُروبتي
تتناحرُ الأكبادُ بالأكبادِ
جاءوا بأشباهِ الرجالِ لحكمنا
قد أُعدِمَ الأشرافُ بالأعيادِ
وبني أميَّةَ لم تَعُدْ راياتها
ما عادَ فينا طارقُ ابنُ زيادِ
لا تعجبَ التاريخَ ماتَ حُماتها
فحبيبُ ليلى قد حَظا برمادِ
... كلمات وعد العتوم ..