كتب في افتتاحية العمل على لسان الراوي بأنه تأخر عن تأليف هذا الكتاب بالضبط أربعة عشر عاما، لاسباب يقول عنها «منعتني عن فعل ذلك، بعضها يتعلق بالخوف أو ما تبقى من الخوف الهستيري الذي سببه زوار الليل، وبعضها يتعلق باللاجدوى من فعل الكتابة، لذا أهديه بشكل خاص إلى ذاك الشاب الذي لا أعرفه و لم ألتق به يوما، أنتم أيضا ربما لا تذكرون تفاصيل وجهه.
ترصد الرواية « دموع بالية « وقائع جزائر التسعينيات تسردها شخصيتين وهما الطبيب النفسي هشام و الكاتب الذي يرفض انه كاتب رواية :جزائر» فيتعرض لمحاكمة ليلية من شخصيات الرواية المشوهة فيلجأ الى الطبيب للعلاج فقط ليعود الى الكتابة.
يؤكد الروائي عمراني انه من المؤكد لن يقرأ هذه الرواية في يوم الأيام، ذاك الشاب الذي لا يعرف أن حياته تنتهي وهو في مواجهة متطرفين قدموا من أقصى الجنوب، من صحراء ليبيا، إما مؤامرة غربية أو مجرد جنون،مع ذلك استطاع أن يرفع يده نحو جرس الإنذار ربما لولا ذاك الجرس ما استيقظتُ من خمولي الشخصي الذي امتدّ كل هذه السنوات.
ذكر الكاتب المبدع أن الصغيرة التي تذكره رغم جحوده، رغم نسيانه النهائي لعائلتها بعد كل الألم الذي عاشته، كان بإمكانها إرسال الوثائق إلى أقرب دار نشر صغيرة، إلى المزبلة، لها أكثر من حل غير الحلّ الذي اهتدت إليه باتصالها بي ذات شتاء. إليكما مع اعتذاري الكامل على التأخير غير المتعمد.
كتب الدكتور الصديق بغورة افتتاحية العمل قائلا بأن أول ما سيقف عنده القارئ هو الحس الفني الذي غدا عند الكاتب أكثر حذرا من تداعيات الجمع بين الروائي والتاريخي خاصة حين تنقل الرواية إلينا التاريخ في صورة مبسطة جاهزة تجسدها وقائع عايشتها شخصيات فنية ورقية، قد يكون هذا الحذر هو الذي دفعه إلى الغوص في أغوار نفسيات شخصيات مأزومة قلقة مترددة، الكاتب المذموم الذي ينكر الرواية ويعيش حالة محاكمة مستمرة تمارسها عليه شخصياته، والطبيب النفساني هشام عبدي الذي يفقد الاستقرار حتى وإن استقر في البويرة، بعد أن سردت عليه مآسي مرضاه؛ ضحايا الحقبة الدموية.
يضيف جيلالي بان عنوان الرواية المتردد بين حرائر وجزائر، ونظرة الريبة السياسية التي تترصد نشر الرواية، وباية وسفيان والرينغو ... تعيش هذه الشخصيات وغيرها عددا من التحولات والتوترات وهي تسهم - خاصة بسلبيتها وصراعها الوهمي– في شتى السقطات السياسية المرجعية التي أنتجت صورا متعاقبة لأكبر الخيبات في تاريخنا المعاصر.
رواية جيلالي عمراني الجديدة «دموع باية» وفية للتفاعل مع الحدث التاريخي يقول الاستاذ بغورة لانه في حدس الروائي الرائي يبدأ جيلالي من 5 أكتوبر 1988 ليعلن بطريقة ما عن وجود رغبة عارمة كامنة ثانية في التحول العميق ثم ينتقل إلى التسعينيات من القرن الماضي ليفضح استمرار إرادة سوداء قديمة في إبقاء الجزائريين بعيدا عن كل أمل. التاريخ السياسة العالم النفسي ... هي حالات إنسانية دقيقة تنسق بينها لغة شفافة سريعة متفتحة لتقدم لنا تجربة جزائرية جديدة مبشرة بكثير من الغيم الروائي.
يعتبر الاديب جيلالي عمراني من بين الاسماء الادبية التي رافقت المشهد الادبي الجزائر باعتباره ينتمي الى جيل الثمانينيات ، له حضور ميداني عبر الصفحات الادبية والملتقيات الثقافية التي تقام عبر ولايات الوطن ، اضافة الى انه يكتب القصة القصيرة فتجربة الرواية يخوض غنمارها لاول مرة يروي فيها حقبة تاريخية عرفتها الجزائر وعانت من تداعياتها وهي الظاهرة الارهابية العابرة للقارات والحدود