«رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة».. مثل آمن به يوسف بعلوج، حينما أطلق خدمة «أدبرايز» شهر نوفمبر 2017، والتي استطاعت جمع ما يفوق 15 ألف متابع إلى غاية الآن. ويسعى يوسف بعلوج إلى إطلاق موقع إلكتروني وتطبيق هاتف لـ»أدبرايز»، وهما ما يزالان قيد الإنجاز، إذ لا يهدف بعلوج من ورائهما إلى التواجد على الشابكة فحسب، بل يريدهما «ذكيين»، يتجاوبان مع خيارات المتصفح أو المستعمل، ويختصران عليه الطريق.
يعرّف يوسف بعلوج خدمة «أدبرايز» بأنها «خدمة إلكترونية تقدم جديد الجوائز الأدبية التي يمكن للكتاب العرب المشاركة فيها، سواء محليا أو إقليميا أو دوليا». انطلقت الخدمة شهر نوفمبر 2017، ونجحت إلى غاية الآن في جذب اهتمام ما يفوق 15000 متابع على صفحة فيسبوك، وأكثر من 12000 عضو في «المجموعة (القروب) الرسمية»، كما قدمت إلى غاية الشهر الفارط طرق المشاركة في أكثر من 60 جائزة.
ويؤكد لنا بعلوج أنه قد كيّف استراتيجية إنجاز «أدبرايز»، حيث «كان من المفترض أن ينطلق المشروع على شكل منصة الكترونية وتطبيق على الهواتف الذكية، وكنا قد انتهينا من المنصة وعرضناها في ندوة إطلاق المشروع في معرض الكتاب، لكن وجدنا أن هناك نسخة أفضل يمكن تطويرها فتريثنا في إطلاقها، وقررنا أن نستعيض عن الأمر بالنشاط على شبكات التواصل مؤقتا»، يقول بعلوج، ويعود هذا الخيار حسبه لتحقيق هدفين: الأول هو تعويد المتابعين على الفكرة الرئيسية للخدمة وهي توفير أخبار وطرق المشاركة في المسابقات الأدبية، والثاني هو توسيع قاعدة المهتمين بالفكرة.
ليست هذه التجربة الأولى لبعلوج في الجمع بين المجال الثقافي والفضاء السيبراني.. من أجل ذلك فهو يسعى إلى تحسين مشاريعه وتقييمها وتقويمها. وعن رضاه عن «أدبرايز» إلى حد الآن، يقول: «عموما معروف عني أني دقيق جدا ومن الصعب جدا أن أرضى عن عمل أقدمه بشكل كامل. بالنسبة لي مازال هناك عمل كبير مرتبط بتجهيز المنصة والتطبيق وهذا العمل يتطلب إمكانيات ضخمة، وبما أني أعتمد على مواردي الخاصة في ظل غياب دعم من المؤسسات المختصة في الشأن الثقافي، فهذا يضع عبئا كبيرا علي خاصة في الشق المادي للتصميم والتطوير».
ويشير يوسف بعلوج إلى وزير الثقافة قد وعده قبل فترة قليلة بعرض الفكرة على جهة مهتمة لرعايته، «وإلى ذلك الحين نحن مستمرون في تسيير المشروع بما هو متاح».
حينما يتحدث بعلوج عن «ما هو متاح»، فهو هنا يقصد العقبات المادية التي يواجهها مشروعه.. وفي هذا الصدد يعتبر محدّثنا أن الصعوبات التي تواجهه هي غالبا مرتبطة بالشق المادي: «من الصعب أن تنفذ أفكارا ثورية بإمكانيات مادية شخصية.. الفكرة في حد ذاتها مختلفة وأحدثت هزة في المشهد الأدبي بكسرها للاحتكار»، يقول بعلوج، مضيفا: «هناك أفكار كثيرة إن تم تنفيذها ستجعل من هذه الخدمة جزءً من يوميات الكتاب في العالم العربي».
يدعّم بعلوج كلامه هذا بالتذكير بأن هذه التجربة «ليست الوحيدة جزائريا فقط، بل الوحيدة والأولى عربيا»، مشيرا إلى وجود أفكار مشابهة لكنها بسيطة وفي مستوى بسيط من الخدمة، ولأنها تعتمد بشكل خاص على مجهودات شخصية فهي عادة تحتكم للتفرغ والمزاج.
بالمقابل، فإن «أدبرايز» مختلفة حسبه، «لأنها مشروع جاد هدفه الاستمرار والتطوير الدائم، وما يجعلنا نختلف عن الآخرين أننا ننتقي بشكل جيد الجوائز ذات السمعة الجيدة، ونحاول اختصار الإعلانات المبهمة في نقاط محددة يحتاجها الكاتب، مع توفير كل ملحقات الترشيح للجوائز من استمارات وتعهدات. وإضافة إلى هذا إذا كانت هناك أي نقاط غامضة نتواصل مع المنظمين للحصول على توضيحات».
وتمنى يوسف بعلوج أن الحضور بشكل كبير مستقبلا في حفلات إطلاق وتوزيع الجوائز المختلفة. وعن الرسالة التي يوجهها لمتابعيه، يقول يوسف بعلوج: «لا أظن أني في مكان يسمح لي بتقديم رسائل. إذا كانت هناك نصيحة أؤمن بها وأقولها لنفسي ولزملائي دوما. الفكرة لا تكفي، بل المبادرة وإخراجها إلى النور بكل التضحيات الممكنة هو الأهم. اعملوا بما هو متاح لكم من إمكانيات وآمنوا بمشروعكم أولا بتقديم كل الضمانات، وأول ضمان هو أن تستثمر كل إمكاناتك قبل أن تطلب دعما من الآخرين».