أنيس : الثقافة الأكاديمية ليست مطلوبة لدى القاص
لم يمر يوم على تشييع جنازة الروائي العالمي السوري حنا مينة حتى اذيع خبر وفاة القاص أنيس علي إبراهيم بسوريا، اول امس بصا فيتا عن عمر ناهز 71 سنة خصها للكتابة والعطاء الادبي والفكري، وقد نشر رئيس اتحاد الكتاب السوريين الدكتور نضال صالح على صفحته بالتواصل الاجتماعي خبر الوفاة .
بدأ الفقيد أنيس علي ابراهيم الكتابة أواخر السبعينيات، بعد قراءات ومطالعات ليست بالقليلة، حيث ارجع ذلك الى ان المطالعة هي ثمرة الكتابة، وفي حديث له مع الصحافة اكد انيس بأن المطالعة مصدر الثقافة، وهي الأهم والمحفز الأساسي لكتابة القصة لديه، وهي السمة الأساسية لمتلقيه، فبها يكتب وبها يستمر، وبقدر ما يدرك أن الإنسان على قسط من الثقافة تنضح منه ألأفكار واعتبر القاص أنيس في حوار صحفي اجراه معه موقع سوريا ان الثقافة الأكاديمية ليست مطلوبة لدى القاص، وإنما المطلوب الثقافة ويفضل ألا تنحصر بمن هوأكاديمي، ويفضل أن تكون ثقافة حرة حصلها صاحبها باهتماماته الخاصة وبحثه عن أجوبة لأسئلة تؤرقه، فالقراءة والمطالعة تمكننا من تحصيل ثقافي مهم، وبالتالي القاص المثقف ربما كانت همومه أبعد وأوسع، وربما يستطيع أن يثير اهتمامات القارئ أكثر من قاص على قسط بسيط من الثقافة.
للإشارة القاص «أنيس علي إبراهيم من مواليد 1947 بقرية «مجدلون البستان»، خريج كلية الآداب واللغة العربية، عمل في نقابة المعلمين، وله أربع مجموعات قصصية للكبار هي «التفاحة» سنة 1984 و»أرض الديس» صدرت عام 1993، «الجمار»، «لعبة لغة»، «النورس الأبيض»، «الغول»، ومسرحية وحيدة بعنوان «العصفور»
وتعتبر قصة بعنوان «زمن الحرب» اكبر محفز وأول دافع له للاستمرار في كتابة القصة حيث شارك بها في مسابقة أعلنت عنها جريدة تشرين السورية سنة 1976 وتحصل على المرتبة الأولى ومن خلال هذا التتويج ادرك ان فكرة ما دافعها الكتابة بدأت تتخمر في رأسه، ومن هنا كانت المفاجأة وأدرك حينها أنه يمتلك الموهبة أما عن علاقته بالكتابة يقول بأنه يكتب ليثير القلق، والاسئلة، فالقلق عنده يبحث دائماً عن الاستقرار، وقد سئل مرة في نفس الحديث والموقع لسوريا عن كيفية اختياره خاتمة شخوص القصة،أجاب قائلا بأنها آخر شهقة في السرد القصصي، فعند ممارسته لكتابة القصة يثير مجموعة من الانفعالات المتضاربة، وغالباً ما تشتد خلال عملية ألإبداع وهذه الحالة الشعورية بالنسبة اليه تمتلكه وبالتالي عليها ان تنتهي بشهقة، والشهقة إما أن تكون شهقة ارتياح أوصرخة ألم، وهاهما الاثنين معا .