من المفترض أن تكون الجزائر الدولة العربية والأفريقية الوحيدة ضمن 17 دولة مشاركة في مهرجان بريست الدولي للمسرح ببيلاروسيا سبتمبر المقبل. نقول إنه من المفترض ذلك، لأن مشاركة جمعية «إثران» بمسرحيتها «تاسكوفت تانغاروت» (المسرحية الأخيرة) باتت مهددة بالفعل، وذلك بسبب: تذاكر الطائرة.. هو ما كشف عنه مخرج المسرحية، عقباوي الشيخ، في حديث خص به «الشعب»، تساءل فيه عن عدم تلقي الجمعية أي ردّ من وزارة الثقافة إلى حدّ الساعة.
من المفترض أن تكون جمعية «إثران» بتيزي وزو ممثلة الجزائر في مهرجان بريست الدولي للمسرح في دورته 23، التي ستجري فعالياتها بدولة بيلاروسيا في الفترة من 10 إلى 16 سبتمبر المقبل، وهو مهرجان دوري تنافسي على جوائز العرض المتكامل والنص والإخراج والسينوغرافيا والتمثيل.
تشهد هذه الدورة مشاركة 17 دولة هي: الجزائر، روسيا، أوكرانيا، بريطانيا، بولندا، إسبانيا، البرتغال، أرمينيا، رومانيا، صربيا، ألمانيا، المجر، لاتفيا، كرواتيا، أستراليا، اليابان، والدولة المضيفة بيلاروسيا. وتعتبر هذه أول مشاركة للجزائر في هذا المهرجان الدولي، حسبما أكده لنا المخرج عقباوي الشيخ.
وتشارك جمعية «إثران» (النجوم) من تيزي وزو، وهي جمعية تأسست سنة 2010، بعرض عنوانه «المسرحية الأخيرة»، عن نص «في أعالي الحب» للكاتب المسرحي العراقي فلاح شاكر، من إخراج عقباوي الشيخ. وقد سبق لهذه المسرحية المشاركة في مهرجانات وطنية عديدة بمستغانم وباتنة وتيزي وزو، أما على المستوى الدولي فكانت المسرحية حاضرة بمهرجان قرطاج السنة الماضية بتونس، ومهرجان بابل برومانيا في ذات السنة، ومهرجان بلغراد بصربيا شهر مارس من السنة الجارية.
عقباوي الشيخ: العرض مبرمج وتذاكره بيعت بالكامل
يؤكد مخرج العمل عقباوي الشيخ لـ»الشعب» أنه بعد تجاوز مرحلة المشاهدات في مهرجان بيلاروسيا تم اختيار العمل ليكون ضمن عروض هذه الدورة، حتى أنه قد تمت برمجته بالفعل حيث ليُعرض في 12 سبتمبر 2018 على الساعة الثامنة مساءً، بل «وقد بيعت تذاكره للجمهور بالكامل»، يؤكد محدّثنا، مشيرا إلى أن العرض سيكون باللغة الأمازيغية وسيرفق بترجمة فورية باللغة الروسية تمّ إعدادها خصيصا لهذه المنافسة.
ولكن كلّ هذا قد يكون مستحيلا حدوثه لسبب مادي بحت يتعلق بتذاكر الطائرة، يقول عقباوي الشيخ، مضيفا: «بمجرد تلقينا الدعوة الرسمية راسلنا وزير الثقافة بملف كامل عن المشاركة، وهذا قبل شهر ونصف تقريباً، لكننا لم نتلقّ أيّ ردّ سواءً سلباً أو إيجاباً».
سألنا مخرج المسرحية عن القيمة الإجمالية لتذاكر الطائرة التي قد تكون سببا في غياب الجزائر عن التظاهرة، فأجاب أنها لا تتخطى 70 مليون سنتيم، وهو مبلغ «ليس بالكبير على وزارة»، يضيف عقباوي، مذكّرا بأنّ نفس الجمعية «لم تستفِد من أيّ دعم لخرجاتها الدولية الثلاث السابقة، وتحمّلت تسديد التذاكر على عاتق أفرادها». وعن سبب اللجوء إلى وزارة الثقافة دون غيرها، قال محدّثنا: «لم نراسل غير وزارة الثقافة لأن لدينا تجارب سابقة مع خواص، والسلطات المحلية، وكانت الردود سلبية للغاية للأسف الشديد».
ولكن الأهمّ الآن بالنسبة لممثلي الجزائر هو إيجاد حل، بعدما دخلوا في سباق ضد الزمن.. وفي هذا الصدد يقول عقباوي الشيخ بكل صراحة: «الآن صرنا خائفين حقاً من التخلف عن المشاركة بسبب ضيق الوقت، وممّا سيسبّبه ذلك من حرج سيقع مع منظمي المهرجان».
ووجّه مخرج المسرحية نداءه إلى وزارة الثقافة، وإلى أيّ جهة أو مؤسسة يمكنها المساعدة، منها على سبيل الذكر لا الحصر الديوان الوطني لحقوق المؤلف، لكي لا تقف مشاركة الجزائر على مسألة «تذاكر طائرة»، ولكي لا يصير عرض «المسرحية الأخيرة» اسما على مسمّى.