خلال نزوله ضيفا على منتدى جريدة “الحوار”، أمس السبت، قال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي إنّ “الثقافة حقّ للمواطن، فمثلما يطالب المواطن بحقه في التعليم والطريق والصحة والماء، فهو يطالب أيضا بحقه في الثقافة”، وهو ما تقوم به الدولة من خلال فتح المكتبات والمؤسسات الثقافية وتشجيع النشر والسينما والمسرح حسب الوزير، والهدف هو الوصول إلى إنتاج منتوج ثقافي يمكن أن يكون منتوجا اقتصاديا ذا فائدة في التنمية والمجتمع.
علّق وزير الثقافة على الاحتجاجات الأخيرة ضد تنظيم بعض الحفلات الفنية في عدد من المدن، قائلا إنّ كل الحفلات تمت في أحسن الظروف ما عدا الذي حدث في ورقلة، والذي هو “تراكم مسبق وجد فرصة في هذا الحدث فرصة ليرفع من منسوب المطالب”، وأضاف: “نحن دولة مؤسسات تسير بالقوانين ولا تدار بالفايسبوك، مع تقديرنا لما يثار من نقاشات جادة أحيانا، نقدّر هذه الحيوية الموجودة في الفضاء الأزرق ولكننا نحتكم دائما للقوانين”.
«السنة الماضية وهذه السنة لم ننفق سوى 43 مليارا على كل الفعاليات الثقافية، بما في ذلك صالون الجزائر الدولي للكتاب وجميلة وتيمقاد ومهرجان وهران للفيلم العربي وغيرها، وهي ميزانية كانت تقدم في السابق لمهرجان واحد. من جهة وضعنا نصب أعيننا الوضع الاقتصادي، ومن جهة أخرى لا نريد أن يشعر الجزائري بأنه يعيش تصحّرا ثقافيا”.
وفيما تمّ تمويل مهرجاني جميلة وتيمقاد بنصف ميزانية السنة الماضية، وربع ميزانية ما قبل 5 سنوات، فإن هذا لم يمنع الجمهور من الاستمتاع بالمهرجانين وهذا مكسب كبير”، يقول ميهوبي، “كما أن 26 ولاية تم تغطيتها فنيا، وشمل البرنامج أكثر من 7 آلاف متعامل و1100 فنان جزائري، ولم تكلف هذه الحفلات كثيرا”. وعقّب الوزير قائلا: “ندعو إلى أن يحافظ الجزائريون على قيمة التسامح التي عرفوا بها عبر القرون..لا وصاية لأحد على الآخر، ومن يريد أن يحضر حفلا فهذا من حقه، والمطالب الأخرى تتم في إطار الحوار”.
ورأى ميهوبي أن النشاط الثقافي الصيفي لا يجب أن يتركز في الساحل، وهناك مسؤولية تجاه مدن الداخل من حيث تنظيم فعاليات ثقافية، وقد أخذ ديوان حقوق المؤلف “لوندا” على عاتقه تنظيم قافلة وطنية في هذا الصدد: “أردنا أن تكون هذه السنة سنة الاحتفاء بالفن الجزائري، خاصة وأن الكثير من الفنانين الجزائريين يشعرون بأنهم مهمّشون في بلدهم”، يقول ميهوبي، مضيفا أن بعض الفنانين، في ختام مهرجان تيمقاد أكّدوا غيابهم عن المهرجان منذ أكثر من 20 سنة: “أنا لست ضد أن يكون فنانون عرب وأجانب في مهرجاناتنا، ولكن يجب أن يأخذ الفنانون الجزائريون حقّهم وحظّهم في هذه المهرجانات”. وتحدّث الوزير عن “قطيعة مع التسيير السابق لمهرجاني تيمقاد وجميلة حينما كان 80 بالمائة من الميزانية تذهب للفنانين الأجانب”، مؤكدا أن الدولة تقدّم “الخدمة الثقافية العمومية”.
ولم يُخفِ وزير الثقافة معارضته لسياسة الديوان الوطني للثقافة والإعلام، قائلا إن “ثلاثة أرباع نشاطات الديوان اتجهت إلى تنظيم النشاطات الفنية وهذا ما يعاب عليه”، معتبرا بأنه يحتاج إلى تطوير أدائه في التنظيم: “على الديوان أن يضع برامج وتصورات جديدة ويتكيف من حاجات الجيل الجديد”، يقول ميهوبي، مضيفا: “أنا الذي طلبت من “لوندا” تنظيم القافلة الفنية، لأنني لو طلبت ذلك من ديوان الثقافة والإعلام لوجب على الوزارة تقديم ميزانية لذلك، بينما ينظم ديوان حقوق المؤلف هذه القافلة من مداخيل الفنانين ولصالح الفنانين”، معتبرا أن “لوندا” نجح في تنظيم هذه القافلة التي ستختتم بحفل في رياض الفتح في إطار تظاهرة “آلجيراما” التي ستتجاوز مهرجان “موازين”، حسب الوزير.